قال الله تعالي: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أولئك سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره، ولا يؤمن شره”.
بارك الله لكم في جمعتكم إخواني الأعزاء!
لا مكان للحزن واليأس في حياة المؤمن ، لأنه يؤمن يقينا بقوله تعالى : { لا تحزن إن الله معنا } . ويعلم أن الله معه ، يعينه ويكون له أملا في وقت لا يبقى بجانبه أحد. والمؤمن أيها الإخوة من أمن الناس من يده ولسانه، والمؤمن الذي يستعيذ بالله من أن يخدع أو يخدع ، ويلتزم بموجب قوله ص : “من غشنا فليس منا”. والمؤمن لا يقول كذبا ولا بذيئا ولا جارحا . والمؤمن يدعو للوحدة وينبذ التفرقة، ويبشر ولا ينفر، ويعي ان الله سيحاسب الانسان على كل كلمةٍ تخرج من فــمه .
أيها المؤمنون عباد الله !
يقول رسولنا الكريم ( ص ) إن المومن شخص معتدل لديه البصيرة والفراسة ، وينطر الى الحياة بنظراتِ ملؤها التأملُ والحكمةُ والعبرةٌ لا يلدغ “المؤمن من جحر مرتين ” وينأئ بنفسه عن الخطأ العمد ، ولا يسمح باستغلال عقيدتهِ ومشاعرهِ وأفــكارهِ ، و لا يجعلُ قلبهُ وعقلهُ أسيــراً في يــد الأخــرين .
أيها المؤمنون عباد الله !
الإنْسانَ المُتَواضعَ إِنَّهُ يُرِكَ مَعَني قَوْلِه ( ص ) : لا يَدخلَ الْجَنَّةً مَنْ كَانَ فِي قلبه مِثقالَ ذَرَةٍ مِن كِبَرِ وَيُحِبُ المَخلُوق من أجل الخالق . وَيَعْلَمُ أَنَّ الْمُؤمِنَ الَّذِي يُخالِط النَّاسَ وَيصبرُ عَلَى أَذاهُمْ أَعْظمُ أَجراً مِن الَّذِي لا يُخالطهم، وَلا يصبرُ عَلَى أَذاهُم ، وَيُعَامِلَ النّاس بالرّأفَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالإخلاص.
وَالمُؤمِنَ كبائع المِسك يُبيعُ الرّوائح العَطرة َ. فيقدم لِلناس الأخلاق والآداب والفضائل وَيُحَتلّ مكاناً جميلاً في العقولِ، وَيَتَرَكَ صَدى رائعاً في الصدور.
عباد الله !
طــوبي للذين ينالون محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وطوبي للذين يتمسكون بحكمة الخلق، فينالون رضا الله تعالي. وطـوبى للذين يحولون الحياة الفانية الى خزينة باقية!
قال الله تعالي: وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا .
خطبة الجمعة مسجد طوكيو – المُومنُ هُو الإنِسانُ القُدوةٌ (PDF).