بارَكَ اللهُ لَكُمْ في جُمُعَتِكُمْ أيُّها المُؤْمِنونَ الأَعِزَّاءُ!
إِخْوانِيَ الأفاضِلُ!
على المُؤْمِنُ ان لا يَقْضي أَيَّامَهُ المَعْدودَةَ في هَذِهِ الدُّنْيا الفانِيَةِ بِالخَمْرِ وَالمَيْسِرِ، وَالاِسْتِقْسامِ بِالأزْلامِ وَأَلْعابِ القِمارِ وَالرِّبا وَالرِّشْوَةِ وَالسَّرِقَةِ وَغَيْرِها مِنَ المَكَاسِبِ المُحَرَّمَةِ. وَلا يُسَمِّمُ المُؤْمِنُ جَسَدَهُ الذي اسْتَوْدَعَهُ اللهُ إليْهِ، بِالمَشْروباتِ الكُحولِيَّةِ وَالمُخَدَّراتِ، وَلا يَأْكُلُ الطَّعامَ الحَرامَ وَلا يَشْرَبُ الشَّرابَ الحَرامَ الذي يَهْدِرُ صِحَّتَهُ.
إِنَّ المُؤْمِنَ إنْسانٌ عَظيمٌ، فهو لا يَمُدُّ يَدَهُ إلي ماَلِ اليَتيمِ، وَلا يَعْتَدي على حُقوقِ العِبادِ وَلا يَسْلُبُ الأَمْوالَ العَامَّةَ، وَيُعامِلُ زَوْجَتَهُ وَأَوْلادَهُ وَأُمَّهُ وَأَباهُ وَجيرَانَهُ وَأَقارِبَهُ مُعامَلَةً حَسَنَةً. وَالمُؤْمِنُ لا يُلَوِّثُ دينَهُ بِالكَذِبِ وَشَهادَةِ الزُّورِ وَالافْتِراءِ وَالكَلامِ البَذيءِ، وَلا يَخونُ الأَمانَةَ قَطُّ، وَلا يُخْلِفُ الوَعْدَ وَالميعادَ. وكذا المُؤْمِنُ لا يُثيرُ الفِتْنَةَ وَلا يَسْعى في الأَرْضِ بالفَسادِ.
إِخْواني الكرام!
دَعُونا نَحْنُ المُؤْمِنينَ نَتَحَرَّ مَوْقِفَنا أَمامَ حُدودِ الحَلالِ وَالحَرامِ. وَلْنَسْأَلْ أَنْفُسَنا هَذِهِ الأسْئِلَةَ: هَلْ نَعيشُ حَياةً في إِطارِ مُراعاةِ الحَلالِ وَالحَرامِ؟ أَمْ أَنَّنا فَقَدْنا هَذا الإِدْراكَ؟ هَلْ نُلْقي بسَعادِتَنا الدُّنْيَوِيَّةَ وَالأُخْرَوِيَّةَ إلى التَّهْلُكُةِ مِنْ خِلالِ اللّامُبالاةِ بِالإِثْمِ وَعَدَمِ اجْتِبابِ المُحَرَّماتِ؟ ومتى نَتوبُ إلى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحَةً وَلا نَعودُ لِارْتِكابِ مثل هذه المُحَرَّماتِ مَرَّةً أُخْرَى؟
إِيها المؤمنون الكرام!
عَلَيْنا أنْ لا نَنْسى أَنَّ المُؤْمِنَ يَنْبَغي أَنْ يَكونَ يَقِظاً تِجاهَ الحَلالِ وَالحَرامِ. وأن الإِنْسانُ قَدْ يُخْطِئُ، وَلَكِنَّ خَيْرَ الخَطَّائينَ التَّوّابون الَّذِينَ سُرْعانَ ما يَعودونَ عَنْ خَطَاياهُمْ ويستغفرون. يقول الله عز وجل: (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ）.