أيها المسلمون !
لقد رَفع النبي صلي الله عليه وسلم قبلَ قرونٍ نداءاً نبوياً إلي الإنسانيةِ جمعاءَ قائلاً: ” الله نظيف يُحبُ النظافة. أمر الله تعالى المؤمنينَ بما أمرَ به أنبيائه” ثم أتبع نِدائهُ بقرأة الآيةِ التالية “يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم” . ثم تابع النبي صلي الله عليه وسلم حديثهُ لأصحابهِ بذكرِ قصة رجل فقال. إن ذالكم الرجل كان يُشدُ الترحال لفترات طويلةٍ مطيلاَ للسفرْ، حتي غلبه الشَّعَثُ والتّغبّر، مادّا يديه إلي السماء سائلاً اللهُ بقوله “يا رب، يا رب” ثم أتبعُ رسول الله صلى الله عليه وسلم تَعْلِيقَهُ في حَدِيْثِه المشهور ” وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ “.
أيها الأحبه الكرام !
ياخذُ الفسادُ بالانتشارٍ في المجتمعِ من الناحيةِ الماديةِ والمعنويةِ مُتَسبِبِاً بفسادِ الأغذية. حيثُ يتحَولُ عدمُ الاهتمامِ بالحلالِ والحرامِ إلى اْنحِرافِ الوعيِ لدى الانسانِ المؤمن. فعدمُ الاكتراثِ بالقيمِ الأخلاقيةِ والإنسانيةْ تتحول معْهاَ المأكولاتِ والمشروباتِ والمنتوجاتِ إلى موادٍ مضرةٍ أكثر منها من موادً مفيدة. حيث يأخذ بذلك المجتمعُ في نهايةِ المطافِ الى التَراجُعِِ والتَخلُفْ ، وكل ذلك يٌؤثرٌ على فطرةِ الادمغةِ الصغيرة لدى الشباب. لبفَقدَ المجتمعُ قيْمَهٌ كالمحبةٍ والاحترامٍ والتفاهمٍ، ويتحولٌ إلى مجتمعٍ مليئ بمحاورِ الشرِ والوقاحةِ والتظالم.
أيها المسلمون !
إن لكلٍ لقمةِ نلتقِمُهَا تأثيراً بَلِيغاً في تنشئة حياتنا مادياً وجسدياً كما هو الحال في كلِ كلمةٍ وكلِ تصرفٍ يصدر عن الانسان. فالإنسانُ مكلفٌ إسلامياً بالانتباهِ ودقة النظرٍ في مأكْلهِ ومشْربهِ ورعاية عائلته . إن الحياة الدنيوية الموهوبةَ لنا أمانةُ في أعناقِنا كما اَنْنَا أمانةُ في عاتقٍ بعْضِنا البعْض. لذلك يتوجبُ علينا إدراكٌ مسئولياتنا ، وتبنيَ حياةٍ معتدلةِ ومتّزنةْ ، تَتَصِفُ بالأخلاقِ الحميدة. قال ص : “كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ،” كما يتوجب علينا مراعاةُ الكسبٍ الحلال والإنتاجِ النظيف والاستهلاكِ المتزنْ مُتَجْنِبِينَ الاسرافَ والتبذيرْ، وعلينا التحرك قُدُما نَحو بناءِ أجيالٍ سليمةٍ من الآفات الضّارّةِ بالفرد والمجتمع قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ“