“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “لِنَتَحَلَّى بِالْفِطْنَةِ وَالْبَصِيرَةِ تُجَاهَ اِسْتِغْلَالِ الدِّينِ

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!
إِنَّ دِينَنَا الْإِسْلَامِيَّ الْجَلِيلَ؛ قَدْ جَاءَ لِيُعَرِّفَ الْإِنْسَانَ بِرَبِّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَيُعْلِمَهُ الْغَايَة مِنْ وَرَاء خَلْقِهِ وَوُجُودِهِ، وَمِنْ أَجْلِ أَنْ يَضْمَنَ لَهُ سَعَادَةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. إِنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ مَجْمُوعٌة لِتِلْكَ الْقِيَمِ وَالْقَوَاعِدِ الَّتِي تَشَكَّلَتْ فِي ضَوْءِ إِرْشَادِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَسنة رَسُولِنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَإِنَّ الْمُؤْمِنِينَ ومُنْذُ الْعقدِ الأول وإِلَى الْآنَ، قَدْ تَمَسَّكُوا وبِكُلِّ قُوَّةٍ بِهَذِهِ الْقِيَمِ، وَأَظْهَرُوا هِمَّتَهُمْ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَفْهَمُوا الْإِسْلَامَ فَهْماً صَحِيحاً ،وَيَحْيَوْهُ عَلَى النَّحْوِ الصَّحِيحِ بِاِمْتِثَالِهِمْ لِتِلْكَ الْقَوَاعِد والأسس الربانية. وَلَكِن طيلةَ الفتراتِ السابقةِ وإِلَى يَوْمِنَا هَذَا، ظَلَّ هُنَاكَ ظُهُوراً لِأُولَئِكَ الَّذِينَ يَسْعَوْنَ لِاِسْتِغْلَالِ الْإِسْلَامِ ، وَذَلِكَ مِنْ أَجْلِ مَنَافِعِهِمْ وَمَكَاسِبِهِمْ الدُّنْيَوِيَّةِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ اِسْتِغْلَالَ الدِّينِ، هُوَ تَحْقِيقُ كَسْبٍ مَادِّيٍّ وَقُوَّةٍ وَشُهْرَةٍ وَمَكَانَةٍ مِنْ خِلَالِ اِسْتِخْدَامِ السُّلْطَةِ الْمَعْنَوِيَّةِ الَّتِي يَتَمَتَّعُ بِهَا الدِّينُ.
وَلَا شَكَّ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْمُسْتَغِلِّينَ لِلدِّينِ، يَقُومُونَ بِإِقْصَاءِ مَنْ لَا يُوَافِقُونَهُمْ الرَّأْيَ وَالتَّفْكِيرَ، وَيَسْتَبْعِدُونَ مَنْ لَا يُظْهِرُ لَهُمْ الطَّاعَةَ الْمُطْلَقَةَ، بَلْ يَقُومُونَ بِتَكْفِيرِهِ أحياناً.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ مَا يَقَعُ عَلَى عاتق كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا فِي مُوَاجَهَةِ اِسْتِغْلَالِ الدِّينِ، هُوَ التَّعَامُلُ بِفِطْنَةٍ وَفَرَاسَةٍ وَبَصِيرَةٍ.
وإِنَّنَا بِصِفَتِنَا مُنْتَسِبِينَ لِهَذَا الدِّينِ الْخَاتَمِ وَالْكَامِلِ، فَإِنَّ الْحَقَّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَدْ أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِالْعَقْلِ وَالْإِرَادَةِ. فلْنَقُمْ بِتَلَقِّي تَعْلِيمِ دِينِنَا مِنْ ذَوِي الْاِخْتِصَاصِ وَمِنْ ذَوِي النَّوَايَا الْحَسَنَةِ وَالْمَصَادِرِ الصَّحِيحَةِ، وَذَلِكَ كَيْ نُفَوِّتَ الْفُرْصَةَ عَلَى مُسْتَغِلِّيهِ. وَلِيَكُنْ مِقْيَاسُنَا وَمِيزَانُنَا عَلَى الدَّوَامِ هُوَ الْحَقَائِقُ الثَّابِتَةُ لِلْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَالسُّنَّةِ الشَّرِيفَةِ لِرَسُولِنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الحق سبحانه وتعالى وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ “


“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “لِنَتَحَلَّى بِالْفِطْنَةِ وَالْبَصِيرَةِ تُجَاهَ اِسْتِغْلَالِ الدِّينِ.(PDF)