“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “االإيـــمان والحــــياة

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَام!
إِنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ نِظَامٌ عَقَائِدِيٌّ تَعَبُّدِيٌّ أَخْلَاقِيٌّ لَا نَظِيرَ لَهُ وَلَا مَثِيلَ. وَإِنَّ اِسْتِحْضَارَ وَذِكْرَ كَلِمَةِ التَّوْحِيدِ “ِ أَشْهَدُ أَنْ لَاإِلَهَ إلَّا اللَّهُ وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ” هُوَ فَتْحٌ لِأَبْوَابِ الْإِيمَانِ وَالْأَمَلِ وَالسَّعَادَةِ في اِلدُّنْيَا وَلِلْآخِرَةِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ. وَلَا شَكَّ أَنَّ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ فعليه بِتَأْدِيَةِ صَلَوَاتِهِ بِاِنْتِظَامٍ وَعِنَايَةٍ وَرِعَايَةٍ. فَالصَّلَاةُ هِيَ عَمُودُ دِينِنَا وَنُورُ قُلُوبِنَا. كَمَا عليه ان يودي فريضة ِالصِّيَامِ بِكُلِّ حُبٍّ وَصَبْرٍ. لأنه الدِّرْعُ الَّذِي يَحْمِينَا وَيَقِينَا مِنْ أَنْ نَكُونَ عَبِيداً لِأَنْفُسِنَا وَلِلشَّيْطَانِ. وَيَقُومُ أَيْضاً بِإِخْرَاجِ زَكَاتِهِ بِكُلِّ إِخْلَاصٍ وَكَرَمٍ وَجُودٍ. لانها الْجِسْر الَّذِي يُحَوِّلُ مَتَاعَ الدُّنْيَا الزَّائِلِ إِلَى الرِّبْحِ الْأَبَدِيِّ وَالْأُخُوَّةِ الْبَاقِيَةِ. وَيَقُومُ كَذَلِكَ بِأَدَاءِ حَجِّهِ بِكُلِّ إِخْلَاصٍ وَتَسْلِيمٍ لِلهِ تَعَالَى. فَالْحَجُّ هُوَ تِلْكَ الرِّحْلَةُ الْمُقَدَّسَةُ الَّتِي تَجْمَعُ الْإِنْسَانَ بِنَفْسِهِ وَبِالْقُلُوبِ الْمُؤْمِنَةِ الْأُخْرَى عِنْدَ الْكَعْبَةِ الْمُشَرَّفَةِ.

أَيُّهَا الأحــبة الْكِرَام!
إِنَّ هَدَفَ الْعِبَادَةِ فِي الْإِسْلَامِ وَغَايَتَهَا تَتَمَثَّلُ فِي ضَمَانِ إِنْشَاءِ الْإِنْسَانِ لِعِلَاقَةِ سَلِيمَةٍ وَقَوِيمَةٍ مَعَ نَفْسِهِ وَمَعَ رَبِّهِ وَكَذَلِكَ مَعَ جَمِيعِ َالْمَخْلُوقَاتِ. وَلِهَذَا السَّبَبِ فَإِنَّ أَيَّ عِبَادَةٍ مِنْ الْعِبَادَاتِ يجب أَنْ تَكْتَمِلَ وَتُحَلَّى بِجَمِيلِ الْأَخْلَاقِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ الْحَيَاةَ الْإِسْلَامِيَّةَ تُعَاشُ مِنْ خِلَالِ الْحِفَاظِ عَلَى مَبَادِئِ الْأَخْلَاقِ ، وَإِنَّ حِمَايَةَ الْحُقُوقِ وَحِفْظَهَا وَعَدَمَ السَّمَاحِ بِالظُّلْمِ وَإِحْيَاءَ الرَّحْمَةِ وَالْمَرْحَمَةِ وَالْوُقُوفَ فِي وَجْهِ الشِّدَّةِ وَالْعُنْفِ هُوَ وَاجِبٌ عَلَى الْمُسْلِمِ لَا غِنًى عَنْهُ. لذا  فإن مَنْ سخر عَقْلَهُ للحَقِّ وَوَصَلَ قَلْبَهُ بِالْخَيْرِ وَمَنْ فعْل إِمْكَانَاتِهِ مِنْ أَجْلِ الْأَعْمَالِ النَّافِعَةِ، يَكُونُ قَدْ أَوْفَى بِمُقْتَضَيَاتِ الْإِيمَانِ وَأَقَامَهَا. قال صلى الله عليه وسلم الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَان


“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “االإيـــمان والحــــياة.(PDF)