“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “الْمُؤْمِنُ مُعْتَدِلٌ فِي كَافَّةِ أَعْمَالِهِ

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!
إِنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ دِينُ الْاِعْتِدَالِ. حَيْثُ يَأْمُرُنَا بِأَنْ نَكُونَ مُتَوَازِنِينَ وَمُعْتَدِلِينَ فِي كَافَّةِ جَوَانِبِ حَيَاتِنَا. وَيُوصِينَا بِأَنْ نَبْتَعِدَ عَنْ الْغُلُوِّ وَالْإِفْرَاطِ وَأَنْ نَحْيَا عَلَى الْاِسْتِقَامَةِ وَان نَتَعَامَلَ بِالحِكْمَة.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ الْإِنْسَانَ سَيَظَلُّ سَعِيداً طَالَمَا حَافَظَ عَلَى التَّوَازُنِ الْقَائِمِ بَيْنَ الْمَادَّةِ وَالْمَعْنَى وَبَيْنَ الْبَدَنِ وَالرُّوحِ وَبَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَلَا يُمْكِنُ لِلْاِسْتِقْرَارِ وَالسَّلَامِ أَنْ يَسُودَ فِي عَالَمِنَا هَذَا إِلَّا مِنْ خِلَالِ الْمُحَافَظَةِ عَلَى هذا التَّوَازُنِ الْإِلَهِيِّ. وَلَا شَكَّ أَنَّ الْاِنْدِفَاعَ نَحْوَ الْغُلُوِّ وَالْاِفْرَاطِ فِي الشِّرَاءِ وَالتَّرْفِيهِ وَالْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْلِّبَاسِ وَالْحَدِيثِ وَالْكِتَابَةِ وَحَتَّى فِي الْأُمُورِ الدِّينِيَّةِ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُلْحِقَ الضَّرَرَ بِالْإِنْسَانِ وَالْمُجْتَمَعِ.

إِخْوَانِي الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ مَا يَلِيقُ بِنَا نَحْنُ كَمُؤْمِنِينَ هُوَ أَنْ نَنْقُلَ ذَلِكَ التَّوَازُنَ الرَّائِعَ الَّذِي أَقَامَهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ ذَرَّةٍ مِنْ ذَرَّاتِ الْكَائِنَاتِ وَنَحْمِلَهُ إِلَى حَيَاتِنَا. وَأَنْ نَتَّبِعَ الطَّرِيقَ الْوَسَطَ دُونَ الْاِنْدِفَاعِ نَحْوَ الْإِفْرَاطِ وَالتَّفْرِيطِ.  وَيَا لَسَعَادَةِ مَنْ يَعِيشُونَ حَيَاةً مُعْتَدِلَةً مِثْلَمَا أَمَرَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ! وَيَجْتَنِبُونَ الْغُلُوَّ وَالْإِفْرَاطَ وَيُحَافِظُونَ عَلَى اِسْتِقَامَتِهِمْ!
قال رَسُولِنَا الْحَبِيبِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا[i]

[i] صَحِيحُ الْبُخَارِيّ، كِتَابُ  الْإِيمَانِ، 29.


“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “الْمُؤْمِنُ مُعْتَدِلٌ فِي كَافَّةِ أَعْمَالِهِ.(PDF)