“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “رِضَا الْوَالِدَينِ وَسِيلَةٌ لِرِضَا رَبِّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى

khutba_eyecatch_19

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!
إِنَّ وَالِدَيِ الْإِنْسَانِ الَّذَيْنِ كَانَا وَسِيلَةً لِمَجِيئِهِ إِلَى هَذِهِ الدُّنْيَا، لَيَبْذُلَانِ الْجُهْدَ لِسَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَكْبُرَ وَيَتَرَعْرَعَ وَيَكْتَسِبَ شَخْصِيَّةً مِنْ خِلَالِ تَلَقِّيهِ لِتَعْلِيمِهِ الْأَوَّلِ منهما . وَلِهَذَا السَّبَبِ فَإِنَّ دِينَنَا الْجَلِيلَ لَيَأْمُرُ الْإِنْسَانَ بِأَنْ يَكُونَ صَالِحاً تُجَاهَ وَالِدَيْهِ وَأَنْ يَحْرِصَ عَلَى رِضَاهُمَا وَيُحَافِظَ عَلَى حُقُوقِهِمَا. كَمَا عليه أَنَّ يقوم بمُسَانَدَةَ الْأَبَوَيْنِ وَدَعْمِهمَا فِي وَجْهِ الصِّعَابِ بِالْمَعْنَئ الْمَادِّيِّ وَالْمَعْنَوِيِّ، وَإن تَلْبِيَةَ مُتَطَلَّبَاتِهِمْا بِإِظْهَارِ الْمَحَبَّةِ وَالْمَرْحَمَةِ لَهُمَا خَاصَّةً عِنْدَ تَقَدُّمِهِمَا فِي الْعُمْرِ، هُوَ بِمَثَابَةِ دَيْن وَفَاءٍ لَهُمَا. فَقَدْ جَاءَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا “[i]
إِخْوَانِي الْأَفَاضِلُ!
فلَا يَنْبَغِي عَلَيْنَا أَنْ نَحْرِمَ أَبَوَيْنَا مِنْ صَلَاحِنَا وَإِحْسَانِنَا وَعَذْبِ كَلَامِنَا وَبَشَاشَةِ وُجُوهِنَا وَاحْتِرَامِنَا وسماحتنا، والإحسان إليهما بجميعِ وجُوهِ الإحسان، قولًا وفعلًا، فالإحسانُ بالكلَامِ الطيبِ وخفضِ الصوت، والصِلةِ المُستمرة، والإحسانُ بالخدمةِ وبذلِ المالِ وقضاءِ الحوائج، والرّفقِ بهما بِمراعاةِ المشَاعرِ وجبرِ الخَوَاطِر، والبحثِ عن رِضائهما.. وَلَا يَنْبَغِي عَلَيْنَا إِطْلَاقاً أَنْ نَنْسَى تَنْبِيهَ رَسُولِنَا الْأَكْرَمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ يَقُولُ: “رَغِمَ أَنْفُ، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف»، قيل: من يا رسول الله؟ قال: «من أدرك أبويه عند الكبر، أحدَهما أو كليهما فلم يدخل الجنة”[ii]

[i] سُورَةُ النساء: 36
[ii] صحيح مسلم.


“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “رِضَا الْوَالِدَينِ وَسِيلَةٌ لِرِضَا رَبِّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.(PDF)