أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!
إِنَّ الْإِنْفَاقَ، هُوَ إِكْرَامُ الْآخَرِينَ مِمَّا اِسْتَأْمَنَنَا عَلَيْهِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ مَالٍ وَثَرْوَةٍ، وَمِمَّا وَهَبَنَا اياه مِنْ نِعَمٍ. وَهُوَ صَوْنُ أَصْحَابِ الْحَاجَةِ وَرِعَايَتِهِمْ، وَكَذَلِكَ تَعَاهُدِهِمْ وَالْحِفَاظِ عَلَيْهِمْ. كَمَا أَنَّهُ سَعْيٌ وَبَذْلٌ مِنْ أَجْلِ أَنْ نَكُونَ ذَوِي فَائِدَةٍ وَنَفْعٍ لِأُسَرِنَا وَأَقَارِبِنَا وَجِيرَانِنَا وَإِخْوَانِنَا فِي الدِّينِ وَلِكَافَّة الْإِنْسَانِيَّةِ جمعاء.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ الْإِنْفَاقَ هُوَ شِفَاءٌ لِلْأَبْدَانِ وَالْأَرْوَاحِ. وَنَحْنُ نُطَهِّرُ بِالْإِنْفَاقِ أَنْفُسَنَا وَأَمْوَالَنَا. كَمَا نَكُونُ قَدْ تَقَاسَمْنَا بِهِ الفرح والسرور، وَنَنَال بِهِ رِضَا رَبِّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
إِنَّ الْإِنْفَاقَ، هُوَ شِفَاءٌ ورحمة لِلْمُجْتَمَعَاتِ أَيْضاً. حَيْثُ أَنَّ الْاِنْسِجَامَ وَالْاِسْتِقْرَارَ وَالْاِتِّحَادَ وَالْوِحْدَةَ الَّتِي بَيْنَنَا وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا لَتَتَرَسَّخُ مِنْ خِلَالِ الْإِنْفَاقِ. كَمَا بذلك التَّكَافُلَ وَالتَّعَاوُنَ بين ابناء المجتمع الواحد .
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!
لَقَدْ جَاءَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ قَوْلُهُ تَعَالَى: “وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ”[i]
لِذَا، فَلْنَقُمْ بِإِيصَالِ الْحُقُوقِ الَّتِي هِيَ عَلَيْنَا لِإِخْوَانِنَا بِكُلِّ سرور. وَلْنُقَدِّمْ الْعَوْنَ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينَ وَلِلْأَيْتَامِ وَالْمُشَرَّدِينَ. وَلْنَعْمَلْ مِنْ خِلَالِ صَدَقَاتِ فِطْرِنَا وَزَكَوَاتِنَا عَلَى أَنْ نَكُونَ بِمَثَابَةِ عِلَاجٍ وَدَوَاءٍ لِمِحَنِ أَقَارِبِنَا وَجِيرَانِنَا أَوَّلاً وَقبْلَ كُلِّ شيْءٍ ، وَكَذَلِكَ عونا أَصْحَابِ الْحَاجَةِ. وَلَا يَنْبَغِي عَلَيْنَا أَنْ نَنْسَى بِأَنَّنَا لَنْ نَتَمَكَّنَ أَبَداً مِنْ نَيْلِ الْبِرِّ دُونَ أَنْ نُنْفِقَ مِمَّا نُحِبُّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قال سبحانه ” لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم “[ii]
[i] سُورَةُ الذَّارِيَاتِ، الْآيَةُ: 19.
[ii] سُورَةُ آلِبقرة، الْآيَةُ: 92.
“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “الْبَشَرِيَّةِ اَلْإِنْفَاقُ شِفَاءٌ لِلْمُجْتَمَعِ.(PDF)