أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!
إِنَّنَا فِي خِضَمِّ حَيَاتِنَا نُوَاجِهُ الْعَدِيدَ مِنْ الشَّدَائِدِ وَالْمَصَائِبِ وَالْهُمُومِ. وَمَهْمَا كَانَتْ نَتَائِجُهُا فَإِنَّ كُلَّ أَمْرٍ أَوْ حَدَثٍ يُصِيبُنَا هُوَ جُزْءٌ مِنْ اِمْتِحَانِ هَذِهِ الدُّنْيَا. وَلَا شَكَّ أَنَّ رَأْسَ مَالِنَا العمر هُوَ فِي الْحَقِيقَةِ بِمَثَابَةِ مُدَّةٍ مَحْدُودَةٍ أُعْطِيَتْ لَنَا مِنْ أَجْلِ هَذَا الْاِمْتِحَانِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!
يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَمِدَّ الْقُوَّةَ مِنْ حُبِّنَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَثِقَتِنَا بِهِ سُبْحَانَهُ فِي الْأَوْقَاتِ الْعَصِيبَةِ مِثْلَمَا هو عَلَيْهِ الْحَالُ فِي أَوْقَاتِ الرخاء. وَإِنَّ مَسْؤُولِيَّتَنَا الْأَوَّلِى تُجَاهَ الْاِبْتِلَاءَاتِ والمصائب بِصِفَتِنَا مُؤْمِنِينَ، هِيَ أَنْ نَتَّخِذَ كَافَّةَ التَّدَابِيرِ ونتوكلَ على الله.
إِخْوَانِي الْأَعِزَّاءُ!
إِنَّ الْمُؤْمِنَ الَّذِي يَأْخُذُ بِالْأَسْبَابِ وَيَتَّخِذُ كَافَّةَ التَّدَابِيرِ فِي ضُوءِ الْعِلْمِ وَالْعَقْلِ وَالتَّجْرُبَةِ، يَجِبُ أَنْ يَتَعَلَّمَ فِي الْوَقْتِ ذَاتِهِ التَّوَكُّلَ وَإِظْهَارَ الرِّضَا بِالتَّقْدِيرِ الْإِلَهِيِّ. وَيَنْبَغِي عَلَيْهِ أَنْ يَتَصَرَّفَ بِامْتِثَالٍ وَسَكِينَةٍ وَلَيْسَ بِعِصْيَانٍ وَإِفْرَاطٍ. كَمَا يَنْبَغِي عَلَيْهِ أَنْ يَلْجَأَ إِلَى إِرَادَةِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْمُطْلَقَةِ مِنْ خِلَالِ اِبْتِعَادِهِ عَنْ الْخَوْفِ وَالْقَلَقِ وَالتَّشَاؤُمِ. وَلَا رَيْبَ أَنَّ الْمَلْجَأَ الْأَكْثَرَ أَمَانَاً هُوَ قُدْرَةُ الْحَقِّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَعِلْمُهُ وَحِكْمَتُهُ وَعَوْنُهُ ، وَعِنَايَتُهُ الَّتِي لَا نَظِيرَ لَهَا.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!
لِذَا، لَا يَنْبَغِي أَنْ نَنْسَى أَنَّ الْمُؤْمِنَ لا يَجْتَازَ الصِّعَابَ إلا مِنْ خِلَالِ اِعْتِمَادِهِ عَلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَثِقَتِهِ بِنَفْسِهِ وَتَكَافُلِهِ مَعَ إِخْوَانِهِ. فلْنُحَافِظْ عَلَى رَوْحَانِيَّاتِنَا وإيماننا، مِنْ خِلَالِ الْعِبَادَةِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّفَكُّرِ وَالتَّوَكُّلِ ، وَذَلِكَ لِكَيْ نَكُونَ أَقْوِيَاءَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ،قال سبحانه وتعالى “إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون”
https://youtu.be/kEozfnfeYBs
“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “الْاِسْتِنَادُ إِلَى رَوْحَانِيَّاتِنَا فِي الْأَوْقَاتِ الْعَصِيبَةِ.(PDF)