“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “صَلَاةُ الْجُمُعَةِ: عِيْدُنَا الْاُسْبُوعِيُّ

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!
ألا إن مما خصَّ اللهُ به هذهِ الأمةَ وهَدْاها إليه: الاجتماعُ ليوم الجمعة لذِكر اللهِ وطاعته ، وهو يومُ عظَّم الله شأنه، ومَيَّز بين الأيامِ قدره، يومُ ضلت عنه الأمم قبلنا وهدانا الله إليه.في هذا اليومِ خَلق الله آدم -عليه السلام-، وفيه أدخلهُ الجَنة، وفيه أُخُرِج منها، وفيه تقومُ الساعة.وهو يوم أوجبَ اللهُ السعي إليه، وحرم الانشغالَ بغيرهِ عند النداء إليه ، ولاشك أَنَّ أُولَئِكَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ تَعَلَّقُوا بِهَذِا اليوم، لَيَسْتَعِدُّونَ لِصَلَاةِ الْجُمُعَةِ وَذَلِكَ لِأَنَّ الْجُمُعَةَ هُوَ يَوْمٌ اِسْتِثْنَائِيٌّ وَهُوَ عُنْوَانٌ لِوَقْفَتِنَا فِي حَضْرَةِ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ ابْتِعَادِنَا عَنْ الْمَشَاغِلِ الْيَوْمِيَّةِ وَالْهُمُومِ الدُّنْيَوِيَّةِ. كَمَا أَنَّهَا وَقْتُ التَّضَرُّعِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَعَ اِسْتِشْعَارِ استجابةِ الدُّعَاءَ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ إِهْمَالَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ، دُونَ وُجُودِ عُذْرٍ شَرْعِيٍّ مُعْتَبَرٍ، هُوَ اِثْمٌ عَظِيمٌ. حَيْثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَذِّرُ أُمَّتَهُ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِهَذَا الْأَمْرِ بِقَوْلِهِ:“مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ تَهَاوُنًا بِهَا طُبِعَ عَلَى قَلْبِه.[i]

لِذَا، فَلْنَنْتَفِعْ مِنْ فَضْلِ وَبَرَكَةِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ[ii]. وَلْنَجْعَلْ مَعاً مِنْ هَذَا الْيَوْمِ وَسِيلَةً لِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِبَادَتِهِ وَلِتَعْزِيزِ وَتَقْوِيَةِ رَوَابِطِنَا الْأَخَوِيَّةِ. وَلْنُعَوِّدْ أَبْنَاءَنَا عَلَى حُضورِ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ، وَلْنُحَقِّقْ اِجْتِمَاعَ شَبَابِنَا فِيها كذلك. وَكَمَا كَانَ الْحَالُ فِي “عَصْرِ السَّعَادَةِ”، فَلْنُهَرْوِلْ مَعَ أُسْرَنَا إِلَى الْمَسْاجِدِ في كُلِ جُمُعَةٍ. قال رَسُولِنَا الْحَبِيبِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ تَوَضَّأَ فأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الجُمُعَةَ، فاسْتَمَعَ وأَنْصَتَ، غُفِرَ لهُ مَا بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ”[iii]
 
كما قال الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (في الجمعةِ ساعة لا يُوافِقُها مُسلمٌ قائمٌ يصلي يسألُ الله خيراً إلا أعطاه (.[iv]

[i] سُنَنُ اِبْنِ مَاجَةَ، كِتَابُ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ، 93.
[ii] صَحِيحُ مُسْلِمْ، كِتَابُ الْجُمُعَةِ، 18.
[iii] صَحِيحُ مُسْلِمْ، كِتَابُ الْجُمُعَةِ، 18
[iv] رواه البخاري.


“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “صَلَاةُ الْجُمُعَةِ: عِيْدُنَا الْاُسْبُوعِيُّ.(PDF)