“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “والْاٰخِرَةَ خَيْرٌ وَاَبْقٰى

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!
بَيْنَمَا نَسْعَى وَرَاءَ أَعْمَالِنا وَمَشَاغِلِنا المُسْتَقْبَليَّةِ اَلَّتِي لَا تَنَفَذُ وَلَا تَنْتَهي فَإِنَّنَا نَمُرُّ أَحْيَانًا بِفَتْرَةٍ نَنْسَى فِيهَا الغَايَةَ مِنْ خَلْقِنا وَوُجُودِنا وَيَغِيبُ فِيهَا المَوْتُ عَنْ عُقولِنا. وَنَحْنُ جَمِيعًا نَعْلَمُ وَنُؤْمِنُ أَنَّ المَوْتَ حَقٌّ والْبَعْثَ حَقٌّ. وَسَنَقِفُ أَمَامَ رَبِّ العالَمينَ وَسَنُسْأَلُ عَنْ أَعْمَالِنا الصّالِحَةِ والسَّيِّئَةِ. فَإِمَّا أَنْ نَحْصُلَ عَلَى مُكافَأَةٍ أَبَديَّةٍ أَوْ نَسْقُطَ فِي عَذَابٍ أَلِيمٍ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!  إِنَّ الْإِيمَانَ بِالْآخِرَةِ هوَ الأَسَاسُ الأَهَمُّ اَلَّذِي يُعْطِي التَّوْجِيهَ وَيُضِيف مَعْنًى وَقيمَةً لِحَيَاتِنَا. لِأَنَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ يُدْرِكُ أَنَّ هَذَا الْإِيمَانَ هوَ مِفْتَاحُ السَّعادَةِ الأَبَديِّة فِي هَذِهِ الدُّنْيَا. وَبِهَذَا الشُّعُورِ وَالْإيمَانِ يَسْعَى لِأَنْ يَعيشَ حَياةً يَنَالُ بِهَا رِضَا اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. فالْمُؤْمِنُ يعمر حَياتَهُ بِالْأَعْمَالِ الصّالِحَةِ وَيُزَيِّنُ حَياتَهُ بِالأَخْلاقِ الحَمِيدَةِ.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!
الحياة تمضي، والأيام تسرع، والمراحل تطوى، والأعمار تقل؛ ولا غنيمة إلا بالإيمان والعمل الصالح، ذلك وربي هو المتجر الرابح، والطريق الأقوم، والسبيل الواضح، والاختيار الأسلم، والخيار الناجح، وَلِنَكُنْ عَلَى يَقينٍ أَنَّ الْاٰخِرَةَ خَيْرٌ وَاَبْقٰىۜ.

وَلِنَعْبُد اللَّهَ حَقَّ عِبادَتِهِ حَتَّى لَا نَكُونَ مِمَّنْ يُقالُ لَهُمْ: ’’يَٓا اَيُّهَا الْاِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَر۪يمِۙ.‘‘[1]

وَلْنْحَاسِب أَنْفُسَنا قَبْلَ أَنْ يُقَالَ لَنَا ’’اِقْرَأْ كِتَابَكَۜ كَفٰى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَس۪يبًاۜ.‘‘[2]

وَدَعُونَا لَا نَنْسَى ’’وَمَنْ اَرَادَ الْاٰخِرَةَ وَسَعٰى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَاُو۬لٰٓئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا.‘‘[3]

[1] سُورَةُ الْاِنْفِطَارِ، 82/6.
[2] سُورَةُ الْاِسْرَاۤءِ، 17/14.
[3] سُورَةُ الْاِسْرَاۤءِ، 17/19.


“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “والْاٰخِرَةَ خَيْرٌ وَاَبْقٰى(PDF)