“خطبة الجمعة مسجد طوكيو ” اَلتَّوْبَةُ: هِيَ إِرَادَةُ التَّطَهُّرِ مِنْ الذُّنُوبِ

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!
إِنَّ المَطْلُوبَ مِنْ الإِنْسَانِ دَائِمًا أَنْ يَتَّجِهَ لِفِعْلِ الخَيْرِ والْإِحْسَانِ. وَأَنْ يَحْيَا بِأَوامِرِ اللَّهِ تَعَالَى وَيَبْتَعِدَ عَمَّا نَهَاهُ. وَلَكِنْ قَدْ يَقَعُ الإِنْسانُ فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ فِي المُحَرَّمَاتِ بِقَصْدٍ أَوْ دُونَ قَصْدٍ. فَهُوَ مَخْلُوقٌ يَمِيلُ بِطَبْعِهِ لِلْخَيْرِ والشَّرِّ. وَلِذَلِكَ فَالتَّوْبَةُ هِيَ بَابٌ لِلرَّحْمَةِ والْأَمَلِ، أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَى عِبَادِهِ لِلتَّطَهُّرِ مِنْ الذُّنوبِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ التَّوْبَةَ هِيَ مُحاسَبَةُ النَّفْسِ، والنَّدَمُ بِصِدْقٍ وَإِخْلَاصٍ عَلَى كُلِّ الذُّنُوبِ اَلَّتِي ارْتُكِبَتْ. وَعَدَمُ الإِصْرَارِ عَلَى الخَطَأِ والْمَعْصِيَّةِ، والْعَزْمُ عَلَى عَدَمِ العَوْدَةِ إِلَيْهَا مَرَّةً أُخْرَى. وَقَطْعُ الوُعودِ بِأَنْ لَا نَكُونَ أَسْرَى لِأَهْوَاءِنا وَأَنْفُسِنا. وَالتَّوْبَةُ هِيَ تَنْقِيَةُ القُلُوبِ المُلَوَّثَةِ بِاَلْخَطايا. وَهِيَ تَجْديدُ المَرْءِ لِنَفْسِهِ الْقُدْرَةَ عَلَى البَدْءِ مِنْ جَديدٍ بِدايَةً نَقِيَّةً طَاهِرَةً. وَالتَّوْبَةُ هِيَ طَلَبُ مَحَبَّةِ الخَالِقِ جَلَّ وَعَلا وَرِضَاهُ.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ العَفُوُّ الغَفُورُ السَّاتِرُ لِلذُّنُوبِ يَدْعُونَا إِلَى التَّوْبَةِ فَيَقُولُ: ’’وَتُوبُٓوا اِلَى اللّٰهِ جَم۪يعاً اَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‘‘.[1]  وقال تعالى ” وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ[2]
لِذَلِكَ فَلْنَقُمْ كُلُّنا بِإِنْزَالِ التَّوْبَةِ مِنْ أَلْسِنَتِنا إِلَى قُلُوبِنا وَلْنَتَوَّجَهْ بِصِدْقٍ إِلَى اللَّهِ التَّوّابِ. وَلنُطَهِّرَ قُلُوبَنا وَأَرْواحَنا بِالتَوْبَةٍ النُصوحَ، وَلْنُعَزِّزْ رَوابِطَ التَّواصُلِ مَعَ اَلْخالِقِ عَزَّ وَجَلَّ. وَلنَسْتَفْغِرْهُ وَلنَتُوب إِلَيْهِ بِالنَّدَمِ والدُّمُوعِ وأوصيكم بتقوى الله، والإحسان، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.

[1] سُورَةُ النٌّورِ، 24/31.
[2] سُورَةُ البقرة 281.


“خطبة الجمعة مسجد طوكيو ” اَلتَّوْبَةُ: هِيَ إِرَادَةُ التَّطَهُّرِ مِنْ الذُّنُوبِ.(PDF)