“خطبة الجمعة مسجد طوكيو ” إن الدين عند الله الإِسْلَامُ

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!
إِنَّ الإِسْلامَ هُوَ نِظَامُ الحَياةِ الَّذِي أٌبْلَغَ بِهِ آخِرُ الأَنْبِياءِ وَخَاتَمُ المُرْسَلِينَ سَيِّدُنا مُحَمَّدٌ المَبْعوث رَحْمَةً لِلْعَالَمِينِ. فَهُوَ النظام الأَخيرُ الْأَكْثَرُ كَمَالًا وصالحاً للبشرية مِنْ لدن سَيِّدِنا آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ.
فَالْإِسْلَامُ هُوَ دَعْوَةٌ مُبارَكَةٌ تُوصِلُ النَّاسَ إِلَى النعيم فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ. وَهُوَ الطَّريقُ المُسْتَقِيمُ اَلَّذِي يُؤَدّي إِلَى الخَلَاصِ والسَّلامَةِ. وَهُوَ الدِّيْنُ الحَقُّ اَلَّذِي تُرِيدُهُ كُلُّ نَفْسٍ وَيَسْعَى إِلَيْهِ كُلُّ عَقْلٍ وَهُوَ دِينٌ بَاقٍ حَتَّى قِيَامِ السّاعَةِ.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ رُوحَ الإِسْلامِ المُرْسَلَةِ إِلَى البَشَريَّةِ جَمْعَاءَ هِيَ التَّوْحِيدُ والْإِخْلَاصُ والِاسْتِقَامَةُ والرحمة. أي نَعَمْ، فَأَصْلُ دِينِنَا السّامِيِّ هُوَ الْإِيمَانُ بِوَحْدَانِيَّةِ اللَّهِ تَعَالَى مع الاخلاص والتسليم له وحده لا شريك له.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ!
إِنَّ دِينَنَا السّامِيَّ هوَ دِينُ الأَخْلاقِ الحَمِيدَةِ. هُوَ دِينُ الحَقِّ والْحَقيقَةِ، دِينُ الفِطْرَةِ والْحَياةِ. دِينُ العَدالَةِ والرَّحْمَةِ، دِينُ الشَّفَقَةِ والْعَطْفِ. هُوَ دِينُ الصِّدْقِ والسَّلَامَةِ، دِينُ الطُّمَأْنينَةِ وَالأَمَانِ. هُوَ دِينُ العِلْمِ والْحِكْمَةِ، دِينُ اليُسْرِ والِاعْتِدالِ.
وَمَا يَقَعُ عَلَى عاتِقِنا اليَوْمَ هُوَ إِدْراكُ هذه  النِعْمَةٌ الفَريدَةٌ التي لَا مَثيلَ لَهَا. وَأَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ تَعَالَى وَنَشْكُرَهُ أَنَّهُ جَعَلَنَا مُسْلِمينَ. وَأَنْ نَقُومَ بِنَقْلِ قِيَمِ الإِسْلامِ السّاميَةِ وَجَمَالِها إِلَى حَياتِنا. وَأَنْ نَبْقَى عَلَى طَريقِ الإِسْلامِ المُسْتَقيمِ وَأَنْ نَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنا لِنَعِيشَ حَياتَنا فِي هذا الِاتِّجَاهِ الصَّحيحِ.

وَعَلَيْنَا أَلّا نَنْسَى أَنَّ الإسلام هو الرحمة للبَشَريَّةِ جَمْعَاءَ “وما ارسلنك الا رحمة للعالمين”. وَلِنْتَذَكَّرَ قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: “وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ.”[i]
[i] سُورَةُ اٰلِ عِمْرٰنَ، 3/85.


“خطبة الجمعة مسجد طوكيو ” إن الدين عند الله الإِسْلَامُ .(PDF)