“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “رَمَضَانُ وَالصِّدْقُ

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!
إِنَّ دِينَنَا اَلسَّامِيَّ دِينُ الْإِسْلَامِ يَأْمُرُنَا بِالْاِسْتِقَامَةِ فِي الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ. وَيَنْهَانَا عَنْ الْكَذِبِ اَلَّذِي يَتَعَارَضُ مَعَ الْفِطْرَةِ الْإنْسَانِيَّة وَيُفْسِدُ اِسْتِقَامَتَهَا. فَالصِّدْقُ هُوَ جَوْهَرُ الْإِسْلَامِ وَهُوَ السِّمَةُ الْبَارِزَةُ لِلْمُجْتَمَعِ المسلم المتمسك بالْأَخْلَاق وَالْقيم.

إِنَّ الصِّدْقَ ابتداً هُوَ الْإِيمَانُ الصَّادِقُ بِاللَّهِ تَعَالَى، وَاتِّبَاعُ الرَّسُولِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكُلِّ إِخْلَاصٍ. وَهُوَ تَغْذِيَةُ الْأَبْدَانِ بِالْعِبَادَةِ وَتَزْكِيَةُ الْأَرْوَاحِ بِالتَّقْوَى. وَالْوُقُوفِ الدائم إِلَى جَانِبِ الْحَقِّ وَالْحَقِيقَةِ. وَهُوَ التَّحَدُّثُ الدائم بِالصِدْقٍ وَالْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ. وَتَجَنُّبُ الْكَذِبِ وَالْغَيْبَةِ وَالِافْتِرَاءِ وَالْكَلَامِ الْفَاحِشِ الْبَذِيءِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ!
إن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَذِّرُنَا من قول الزور بقوله: “مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابه.”[i]

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!
لِذَا دَعُونَا نَغْتَنِمُ شَهْرَ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ كَفُرْصَة للالتزامِ بِالصِّدْقِ وَجَعْلِهِ اساساً في حَيَاتِنَا. وعلينا أن نكون صادقين مع أنفسنا، نرى عيوبنا ونُصلِحها، ونُحاسب أنفسنا باستمرارٍ على أيّ تقصير، ونُربّي أبناءنا على الصِّدق، ونُجنِّبهم الكذب، وَدَعُونَا لَا نَنْسَى أَنَّ ضَيَاعَ الصِّدْقِ يَعْنِي ضَيَاعَ الْخَيْرِ. فَالْأَكَاذِيبُ وَالظُّلْمُ الَّتِي يُعْتَقَدُ أَنَّهَا تُقَدِّمُ مَنْفَعَةً دُنْيَوِيَّةً ستقودُ بِالتَّأْكِيدِ إِلَى الشَّرِّ. كما ان الصِّدْقُ فِي جَمِيعِ أَعْمَالِنَا وَأَقْوَالِنَا سَيَهْدِينَا إِلَى الْخَيْرِ وَالْخَيْرُ سَيَهْدِينَا إِلَى الْجَنَّةِ.
قال تعالى ” يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ[ii]  فاللهمُ اجعلنا مع المتقين الصادقين.

[i] صَحِيحُ الْبُخَارِي، كِتَابُ الْصَّوْمِ، 8.
[ii]  سورة التوبة، آية:119


“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “رَمَضَانُ وَالصِّدْقُ.(PDF)