“خطبة الجمعة اَلزَّكَاةُ وَالْإِنْفَاقُ: جِسْرُ الْأُخُوَّةِ فِي الْإِسْلَامِ

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!
قَاَلَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ” خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ“[i] وقَاَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “ بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسَةٍ، عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ.“[ii]

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ كُلَّ نِعْمَةٍ أَنْعَمَهَا اللَّهُ عَلَيْنَا لَهَا شُكْرُهَا الْخَاصُّ. وَالشُّكْرُ عَلَى نِعْمَةِ الْغِنَى هُوَ إِخْرَاجُ الزَّكَاةِ وَالصَّدَقَةِ وَالْإِنْفَاقِ.
فَالزَّكَاةُ وَالْإِنْفَاقُ هُوَ تَقَاسُمُ الْأَمْوَالِ وَالثَّرَوَاتِ الَّتِي أَنْعَمَ اَللَّهُ تَعَالَى بِهَا عَلَيْنَا مَعَ الْمُحْتَاجِينَ. وَحِمَايَةِ وَرِعَايَةِ الْيَتَامَى وَالمحتاجين، وَبِنَاءِ جُسُورِ الْمَحَبَّةِ بَيْنَ أبناء المجتمع. وَتَطْهِيرِ الْأَمْوَالِ مِنْ بدفع الصدقات والزكاة.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَ اَللَّهِ وَيَتَّبِعُونَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالُهُمْ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً. فَهُمْ دَائِمًا يَكْسِبُونَ أَمْوَالَهُمْ بِالطُّرُقِ الْمَشْرُوعَةِ الْحَلَالِ ، وَ يُؤَدُّونَ زَكَاتَهُمْ يَرْجُونَ بِذَلِكَ ابتغاء وَجْه اللَّهِ تَعَالَى.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ!
فَلْنَحْمِي أَنْفُسُنَا مِنْ مَهَالِكِ اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ بِالْقِيَامِ بِالْأَعْمَالِ اَلصَّالِحَةِ وَذَلِكَ بِاتِّبَاعِ أَوَامِرِ اَللَّهِ تَعَالَى ،قَالَ سبحانه : “وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ.“[iv] فَلْنَقُمْ بِرَسْمِ اَلْبَسْمَةِ عَلَى وُجُوهِ اَلْيَتَامَى بِإِخْرَاجِ زَّكَاةِ المالِ وزكاة َالْفِطْرَةِ وَالصَّدَقَةِ وغيرها من وسائل َالْإِنْفَاقِ. وَلِنُجَرِّبَ شُعُورَ أَنْ نَكُونَ دواءً لِجُرْاحِ المحتاجين والفقراءِ والايتام، فمن تصدق لوجهِ الله تعالى ، فإن الله يضاعفُ له الأجور” مَّن ذَا ٱلَّذِى يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَٱللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُۜطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ“[v]

[i] سُورَةُ الْتوبة، /103.
[ii] سُنَنُ أَبِي دَاوُد، كِتَابُ الزَّكَاةِ، 32.
[iv] سُورَةُ الْبَقَرَةِ، 2/195.
[v] سُورَةُ الْبَقَرَةِ، 2/245.


“خطبة الجمعة اَلزَّكَاةُ وَالْإِنْفَاقُ: جِسْرُ الْأُخُوَّةِ فِي الْإِسْلَامِ .(PDF)