أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!
إِنَّ أَهَمَّ أَهْدَافِ دِينِنَا السَّامِيِّ دِينِ الْإِسْلَامِ هُوَ حِمَايَةُ حَيَاةِ الْإِنْسَانِ وَالْمُحَافَظَةُ عَلَيْهِ مِنْ كُلِّ أَنْوَاعِ الشُّرُورِ وَالْمَخَاطِرِ. حيث أن كُلَّ نَفْسٍ مُقَدَّسَةٍ وَمُحَصَّنَةٍ. يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ: “…ومَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ اَوْ فَسَادٍ فِي الْاَرْضِ فَكَاَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَم۪يـعاًۜ وَمَنْ اَحْيَاهَا فَكَاَنَّمَٓا اَحْيَا النَّاسَ جَم۪يعاًۜ.“[1]
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!
إننا مُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ. لذا فنَحْنُ مُكَلَّفُونَ بِتَطْبِيقِ قِيَمِ الْإِسْلَامِ الْأَخْلَاقِيَّةِ فِي حَيَاتِنَا كَضَرُورَةٍ مِنْ ضَرُورِيَّاتِ الْإِيمَانِ. وَفِي حَيَاةِ الْمُؤْمِنِ لَيْسَ هُنَاكَ مَكَانٌ لِلْعُنْفِ وَالشِّدَّةِ وَالْحِقْدِ وَالْبَغْضَاءِ وَالظُّلْمِ وَالْقَسْوَةِ، وَلَيْسَ هُنَاكَ مَكَانٌ لِلتَّعَرُّضِ لِحَيَاةِ النَّاسِ وَأَمْوَالِهِمْ. فَأَخْلَاقُ الْمُؤْمِنِ هِيَ الْمَحَبَّةُ وَالِاحْتِرَامُ وَالثِّقَةُ وَمُرَاعَاةُ الْحُقُوقِ.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!
فَلْنَسْمَع لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ: “لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا.“[2] لذا فلْنَعِشْ حَيَاتَنَا بِالْحُبِّ وَالرَّحْمَةِ والسلام.
وَمِثْلَمَا نَعْتَبِرُ أن حَيَاتَنَا مُحَصَّنَةً ينبغي أن تصان ، يَجِبُ علينا أَنْ نَعْتَبِرَ حَيَاةَ الْآخَرِينَ مُقَدَّسَةً وَمُحَصَّنَةً أَيْضًا. وَلْنَحْرِصْ عَلَى عَدَمِ مُعَامَلَةِ الْآخَرِينَ بِالطَّرِيقَةِ الَّتِي لَا نُحِبُّ أَنْ نُعَامَلُ فِيهَا. وَلْنَبْتَعِدْ عَنْ جَمِيعِ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ اَلَّتِي تَضُرُّ بِشَخْصِيَّةِ الْإِنْسَانِ وَكَرَامَتِهِ.
وَأَخْتِمُ خُطْبَتِي بِحَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “اَلْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ.“[3]
[1] سُورَةُ الْمَائِدَةِ، 5/32.
[2] صَحِيحُ مُسْلِمٍ، كِتَابُ الْإِيمَانِ، 93.
[3] جَامِعُ التِّرْمِذِي، كِتَابُ الْإِيمَانِ، 12.
“خطبة الجمـعة مسجد طوكيو “” قـداســة النفـس في الاســلام .(PDF)