“خطبة الجمعة مسجد طوكيو ” اَلْمَوْلِدُ النَّبَوِيُّ

 أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْكِرَامُ!
تُطل علينا في ليلة التاسعِ والعشُرون من هذا الشهر، الذِّكْرَى السَّنَوِيَّةُ لِلْمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ لحبيبنا الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَشْرَفَ الخلق عجماً وعربا، أَدَّى الْأمَانَةَ وَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ إِلَى الْبَشَرِيَّةِ، ونصح لهذه الأمة. هُوَ الْمُعَلِّمُ الْفَاضِلُ اَلَّذِي عَلَّمَ الْحَقَّ وَالْحَقِيقَةَ، وَهُوَ الْمُرْشِدُ الْكَامِلُ أَلَّذِي أَرْشَدَ إِلَى طَّرِيقَ الْجَنَّةِ، وَهُوَ الاُسْوَةٌ الحَسَنَةٌ لَنَا في حال.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ!
كَانَ نَبِيُّنَا الْحَبِيبُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَاعِيًا اِلَى اللّٰهِ بِإذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، وَكَانَ مُنَادِيًا كَرِيمًا يُنَادِى الْبَشَرِيَّةَ لِلسَّلاَمِ وَالْخَلاَصِ وَالسَّعَادَةِ، وَكَانَ نَذِيرًا رَحِيمًا يُنْذِرُ النَّاسَ مِنَ الْجَرِيمَةِ وَالْعِصْيَانِ. وَكَانَ أَحْسَنُ الناسُ جَوَاباً حَين اِلسُّؤَالِ: جمع َكُلُّ الْفَضَائِلِ الْأخْلاَقِيَّةِ كالْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْوَفَاءِ وَالشَّجَاعَةِ وَالْفِرَاسَةِ وَالْحِكْمَةِ. انتصر َلكُل الضُّعَفَاءِ وَالْعَاجِزِينَ وَالْمَظْلُومِينَ. وَكَانَ رَحِيمًا حَتَّى مع أُولَئِكَ الَّذِينَ تمنوا مَوْتَهُ، لكنهم وَجَدُوا الْحَيَاةَ لِأنْفُسِهِمْ فِي شَخْصِيَّتِهِ الْفَاضِلَةِ بَعْدَمَا أَسْلَمُوا وعرفوا الحق من خلال تعامله معهم.

أَيُّهَا الْأحــبة: إن الْفَتْرَةَ الْمُظْلِمَةَ الَّتِي سَادَتْ فِيهَا الْجَهَالَةُ وَالظُّلْمُ وَالْقَهْر،وَالَّتِي فٌقَدَتْ فِيهَا اَلْمَرْحَمَةُ وَالْفَضِيلَةُ وَالْحِكْمَة،  تَحَوَّلَتْ بعد قدوم الحبيب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَصْرٍ للسَّعَادَةِ ، فبَنَى مجتَمَعاً يقومُ على الأُخُوَّةِ وَالْفَضِيلَةِ وَالْاِخْلاَق الْحَمِيدَةِ وعلى َالْوَفاءِ بِالْعَهْدِ، كيف لا؟ وهو الذي ارسله اللهُ رحمةَ للعالمين.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْكِرَامُ!
وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كُلُّهُ! دَعُونَا نَتَعَرَّفُ عَلَى نَبِيِّنَا الْحَبِيبِ بِصُورَةٍ جْيَدة وَنَفْهَم سيرته بِشَكْلٍ أَفْضَل ونُطَبِّق سُنَّتَهُ فِي حَيَاتِنَا بِوَجْهٍ أَحْسَنَ. وَلِنَعْرِفْ أَنَّ السُّنَّةَ النَّبَوِيَّةَ تَلْعَبُ دَوْرًا كَبِيرًا فِي حَيَاةِ الْمُسْلِمِ. لذا َدَعُونَا نُحَافِظُ عَلَى الْمَبَادِئِ الْاِسْلاَمِيَّةِ الَّتِي لَمْ يَتَنَازَلْ عَنْهَا نَبِيُّنَا فِي كُلِّ جَانِبٍ مِنْ جَوَانِبِ الحَيَاة. وَدَعُونَا لاَ نَنْسَى، انه بِقَدْرِ مَا نَمْتَثِلُ بِرَسُولِ الله فَإِنَّ إِيمَانَنَا وَإِنْسَانِيَّتَنَا وَمُجْتَمَعَنَا ستسوده المحبة والإخاء والتَكَاتُف، لذى دعونا نجعل من ذكرى المَوْلِدُ النَّبَوِيُّ َنَهْضَةً حَقِيقِيَّةً لعالمنا الْاِسْلاَمِيِّ. وفَجْرًا جَدِيدٍ لإظهار الرحمةِ للعالم” قال سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ”


“خطبة الجمعة مسجد طوكيو ” اَلْمَوْلِدُ النَّبَوِيُّ.(PDF)