“خطبة الجمـعة مسجد طوكيو ” يوم اَلنَّحْرُ: فرحة وفــداء وعبـادة

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ النَّحْرَهُوَ جُهْدُ الْعَبْدِ فِي التَّقَرُّبِ من رَبِّهِ، وَرَغْبَتُهُ فِي الْوُصُولِ لِلتَّقْوَى، وَسَعْيُهُ لِنَيْلِ الرَّحْمَةِ الْإِلَهِيَّةِ.

وَالنَّحْرُ هُوَ الْإِخْلَاصُ والتَّسْلِيمُ لله تعالى؛ وَهُوَ عَلَامَةٌ عَلَى أَنَّ الْمُؤْمِنَ عَلَى أَتَمّ الِاسْتِعْدَادِ لِأَنَّ يُضَحِّي بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَالنَّحْرُ هُوَ الشُّكْرُ؛ وَهُوَ مَعْرِفَةُ قِيمَةِ نِعَمِ اللَّهِ تَعَالَى اَلَّتِي لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى. وشكره سبحانه وتعالى عليها..

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ الْأُضْحِيَّةَ هِيَ في الْوَقْتِ نَفْسِهِ وَسِيلَةٌ لِتَعْزِيزِ أَوَاصِرِ الْأُخُوَّةِ وَتَنْمِيَةِ وَعْيِ التَّعَاوُنِ وَالتَّضَامُنِ. وَهِيَ بِنَاءُ للْجُسُورِ بَيْنَ قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ، ووَسِيلَةُ أَمَلٍ لِلْمُحْتَاجِينَ وَالْمُضْطَهِدِينَ وَالْمَظْلُومِينَ فِي كُلِّ مكان. فَمَا سَيَتَبَقَّى لَنَا مِنَ الْأَضَحِيّةِ لَيْسَ هو مَا سَنَأْكُلُهُ بل ما َنَتَصَدَّقُ بِهِ. ففي حَدِيثِ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَقِيَ مِنْهَا؟، قَالَتْ: مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا كَتِفهَا، قَالَ: “بَقِىَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا”.[1]

أَيُّهَا اَلْإِخْوَةُ الكــرام!
في كُلِّ عَامٍ وكما تعلمون، تقوم الْعَدِيدَ مِنَ الْمُؤَسَّسَاتِ ومنها وَقْفَ الدِّيَانَةِ التُّرْكِيِّ بتنفيذ مشاريع الاضاحي بالوكالة. تَحْتَ شِعارٍ “ لنرسُمِ الفــرحة، ونتشاركُ الســعادةَ بتقاسم الأضحيةِ مع إخواننا حول العالم
فكل أُضْحِيَّةٍ تُوَّكَلُ لِوَقْفِنَا سَتُذْبَحُ بِطَرِيقَةٍ وَاضِحَةٍ وَشَفَّافَةٍ وِفْقَ الطريقة الْإِسْلَامِيَّةِ، وَسَتُسَلَّمُ بِاسْمِكُمْ وَنِيَابَةً عَنْكُمْ لِلْمَظْلُومِينَ وَالْمُحْتَاجِينَ. وهكذا نعمل معـاً على تعزيز أَوَاصِرُ الْأُخُوَّةِ وَإيَصِالِ بَهْجَةِ الْعِيدِ وَفَرْحَتُه إِلَى الْقُلُوبِ الْحَزِينَةِ بإذنه تعالى.
وَنَدْعُو اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُبَلِّغَنَا واياكم”عِيدَ الْأَضْحَى” ونحن في اتم الصِّحَّةِ وَالسَّلَامَةِ وَالْعَافِيَةِ لَا فَاقِدِينَ وَلَا مَفْقُودِينَ،  اللهــم آمــين

[1] جَامِعُ التِّرْمِذِي، كِتَابُ صِفَةُ الْقِيَامَةِ، 33.


“خطبة الجمـعة مسجد طوكيو ” يوم اَلنَّحْرُ: فرحة وفــداء وعبـادة.(PDF)