أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!
إِنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ، هُوَ شَهْرُ الصِّيَامِ الَّذِي يَصِلُ بِنَا إِلَى التَّقْوَى مِنْ خِلَالِ صَبْرِنَا وَإِرَادَتِنَا. وَإِنَّ الصِّيَامَ نِعْمَةٌ وَأَمَانَةٌ قُدْسِيَّةٌ وَهَبَهَا لَنَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ. وَهُوَ بِمَثَابَةِ حَضَارَةٍ وَمُعْجِزَةِ إِحْيَاءٍ تَأْتِينَا كُلَّ عَامٍ. وَلَا شَكَّ أَنَّ كُلاًّ مِنْ أَبْدَانِنَا وَمَشَاعِرِنَا وَأَذْهَانِنَا وَقُلُوبِنَا لَتَتَجَدَّدُ بِالصِّيَامِ. وَإِنَّ أَجْسَادَنَا لَتَجِدُ الصِّحَّةَ مِنْ خِلَالِ الصِّيَامِ. كَمَا أَنَّ شَخْصِيَّتَنَا تَتَشَكَّلُ كذلك من خلاله. وَنُفُوسَنَا تَتَلَقَّى التَّرْبِيَةَ عَنْ طَرِيقِهِ. وَأرْوَاحَنَا تَتَطَهَّرُ مِنْ خِلَالِهِ. فَقَدْ قَالَ الرَّسُولُ الْأَكْرَمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثه الشريف، “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”[i]
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!
قال تعالى” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ” لذا يجبُ علينا المداومة على تِلاوتِه، وأن نَتَمَثَلَهُ في حياتنا. فافيــه شِفَاءٌ لِلْإِنْسَانِ ورحمة ٌ على َالْمُجْتَمَعِ وَدليلٌ لِلْحَضَارَاتِ. قال الحق سبحانه “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا “
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ!
إِنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ، هُوَ شَهْرُ التَّقَاسُمِ وَالتَّكَافُلِ والتراحم. فَتَعَالَوْا بِنَا نَزِيدُ بَرَكَةِ أَمْوَالِنَا مِنْ خِلَالِ إِنْفَاقِنَا وَصَدَقَاتِنَا وَنكثر من فِعْلِ الْخَيْرِ وَالْحَسَنَاتِ. وَلْنَكُنْ بِمَثَابَةِ الدَّوَاءِ لِآلَامِ إِخْوَانِنَا من خلالِ زكاتنا وَصَدَقَاتِ فِطْرِنَا. وَلْنُخَفِّفْ مِنْ أَحْزَانِهِمْ وَندخلُ البهجةَ والسرورَ إلى قُلُوبِهم.
وَأَخْتَتِمُ خُطْبَتِي بِهَذَا الْأَمْرِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ الْحَقُّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِذْ يَقُولُ، “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”[ii]
[i] صَحِيحُ الْبُخَارِيّ، كِتَابُ الْإِيمَانِ، 28.
[ii] سُورَةُ الْحَجِّ، الْآيَةُ: 77.
“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “شَهْرُ رَمَضَانَ: شَهْرُ الشِّفَاءِ.(PDF)