“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “الَبِيتُ السَعْيِد

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!
إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَمْ يَتْرُكِ الْإِنْسَانَ الَّذِي هُوَ أَفْضَلُ الْمَخْلُوقَاتِ لِيَكُونَ وَحِيداً فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، حَيْثُ مَنَّ عَلَيْهِ بِالْقُدْرَةِ عَلَى بناء العَائِلَةٍ. وَهِيَ نِعْمَةٌ مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تَمْنَحَ الطُّمَأْنِينَةَ وَالسَّكِينَةَ وَالسعادةَ لِرُوحِ الْإِنْسَانِ. وَهِيَ مُؤَسَّسَةٌ تَحْفَظُهَا وَتَحْمِيهَا رَحْمَةُ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ؛ وَتَتَجَمَّلُ بِالْحُبِّ والحنانِ وَالْمَرْحَمَةِ.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ الاهتمام والرَّحْمَةَ، هِيَ من الْقِيَمِ الَّتِي مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تُبْقِي الْعَائِلَةَ عَلَى قَدَمَيْهَا. فالرحمة هِيَ تَجَلٍّ لِاسْمِ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ “الرَّحْمَنُ”؛ وهِيَ حُبُّ الْمَخْلُوقِ مِنْ أَجْلِ الْخَالِقِ. وَالرَّحْمَةَ هِيَ عَدَمُ إِلْحَاقِ الْأَذَى بِأَيِّ رُوحٍ ، أو أذيةِ أَيِّ أَحَدٍ. كَمَا أَنَّ الرَّحْمَةَ هِيَ التَّقَاسُمُ وَالْعَفْوُ وَالتَّسَامُحُ. وِإنّ أهم رسالةِ للبيت المسلمِ السعيد، هي تربيةُ الأولاد التربيةَ الصحيحةَ التي لا غَبش فيها ولا اهــمال، ولا تتحقق إلا من خلال القدوةِ الحسنةِ من الوالدين. القدوةَ في العباداتِ والأخلاقِ والأقوال وفــي الأعمال.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!
إن أفضلكم عند الله منزلة من كان أفضلكم وأحسنكم عند أهله، فأهله يحبونهُ ويحترمونهُ لمعاملتهِ الحسنة، والله يحبهُ من أجل ذلك، والذي لا خيرفيه لأهله، ليس فيه خير لنفسه أو للناس ، لذا فكم نَحْنُ بِحَاجَةٍ ان نُرَبِّي قُلُوبَنَا وَضَمَائِرَنَا وَنُعَوِّدَهَا عَلَى الرَّحْمَةِ . كَمَا أَنَّنَا بِحَاجَةٍ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى لِلْإِصْغَاءِ لِهَذِهِ النَّصِيحَةِ من رَسُولِنَا الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ يَقُولُ: “خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي”[1]

[1] سُنَنُ التِّرْمِذِيّ، كِتَابُ الْمَنَاقِبِ، 63.


“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “الَبِيتُ السَعْيِد.(PDF)