“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “الْحَمْدُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى

khutba_eyecatch_16

أيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!
بَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ فِي جُمُعَتِكُمْ. وَنَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي وَقْتِ الْإِجَابَةِ هَذَا أَنْ يملِئَ قُلُوبُكُمْ وَبُيُوتُكُمْ وَأَعْمَارُكُمْ وَأَرْزَاقُكُمْ بِبَرَكَةِ الْجُمُعَةِ. وَالْحَمْدَ وَالشُّكْرَ لِرَبِّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الَّذِي قَبِلَنَا مُصْطَفِّينَ فِي حَضْرَتِهِ الشَّرِيفَةِ ،وَأَحْيَا فِينَا مِنْ جَدِيدٍ لَهْفَةَ الْجَمَاعَةِ وَحَمَاسَهَا ،فِي خَيْرِ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ. “وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ”[i]وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى الحَبِيبِ ذِي الشَّأْنِ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي عَلَّمَ أُمَّتَهُ الطَّهَارَةَ وَالتَّزْكِيَةَ، وَالْاِبْتِعَادَ عَنْ كُلِّ أَشْكَالِ النَّجَاسَةِ وَالْأَعْمَالِ النَّجِسَةِ الْمَادِّيَّةِ مِنْهَا وَالْمَعْنَوِيَّةِ.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!
إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ هُوَ يَوْمُ عِيدٍ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَإِنَّ هَذَا الْعِيدَ يُحْتَفَلُ بِهِ عَلَى أَجْمَلِ نَحْوٍ، بِإِقَامَةِ الْجَمَاعَةِ فِي الْمَسَاجِدِ وَذَلِكَ مُنْذُ عَصْرِ الْسَّعَادَةِ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا. وَأَيُّ مَكَانٍ آخَرَ؟؟ عَلَى وَجْهِ هَذِهَ الْأَرْضِ يُمْكِنُ لَهُ أَنْ يُوَفِّرَ الْطُّمَأْنِينَةَ وَالْأَمْنَ الَّذِي يَكُونُ فِي مَسَاجِدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ وَأَيْنَ يُمْكِنُ أَنْ تُعَاشَ فَرْحَةُ هَذِهِ الْأُخُوَّةِ ، بَيْنَمَا تَبْلُغُ الْقُلُوبُ الَّتِي تَخْفِقُ بِالتَّوْحْيدِ والسُّجُودِ مُجْتَمِعَةً هذه الفرحة ؟ وَفِي هذا المجتمعٍ يُمْكِنُ لِلْأَمَلِ وَالْإِيمَانِ وَالْمُوَاسَاةِ وَالتَّسْلِيمِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْإِخْلَاصِ أَنْ تَزْدَادَ قُوَّةً عَلَى نَحْوٍ كَهَذَا؟ فَلَا شَكَّ أَنَّهُ يُكْتَسَبُ مِنْ الْمَسْجِدِ الْعِلْمُ وَالْحِكْمَةُ، وَيَنْتَشِرُ مِنْهُا الْأَدَبُ وَالْفَضْلُ. وَإِنَّ الْأَذَانَ الشَّرِيفَ يَدْعُو الْمُؤْمِنِينَ جمعياً صَغِيرِهِمْ و كَبِيرِهِمْ لِلْوَحْدَةِ وَالْاِجْتِمَاعِ. وَإِنَّنَا وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ قَدْ اِمْتَثَلْنَا لِهَذِهِ الدَّعْوَةِ وَالنِّدَاءِ. وَقَدْ كُنَّا نَنْتَظِرُ هَذَا الْيَوْمَ بِشَوْقٍ وَلَهْفَةٍ. وَالْآنَ هُوَ وَقْتُ الْوِصَالِ. وَإِنَّ الْكَلِمَاتِ لَتَعْجَزُ عَنْ وَصْفِ مَا نَشْعُرُ بِهِ. فَهَذَا الْوَقْتُ هُوَ وَقْتُ إِظْهَارُ طَاعَتِنَا وَشُكْرِنَا وَدُعَائِنَا وَتَضَرُّعِنَا لِرَبِّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

إِخْوَانِي الْكِرَامُ!
وَإِنَّنَا الْآنَ سَوْفَ نَقُومُ بِأَدَاءِ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ بِإِذْنِ اللَّهِ. وَسَوْفَ نَتْرُكُ بَعْدَهَا هَذَا الْمَكَانَ دُونَ أَنْ نَقُومَ بِمُصَافَحَةِ بَعْضِنَا الْبَعْضَ، َمُلْتَزِمِينَ بتعليماتِ السلامةِ بَيْنَنَا وَمُمْتَثِلِينَ كَذَلِكَ لِتَوْجِيهَاتِ الْمَسْؤُولِينَ. نَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا عِبَادَاتِنَا. وَنَسْأَلُهُ تَعَالَى أَنْ يُعَجِّلَ بِخَلَاصِنَا مِنْ هَذَا الْوَبَاءِ الْمُعْدِي فِي أَقْرَبِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ. وَأُنْهِي خُطْبَتِي بِدُعَاءِ سَيِّدِنَا الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ”[ii]

[i] سُورَةُ فَاطِرْ، الْآيَةُ: 34.
[ii] سُنَنُ أَبِي دَاودَ، كِتَابُ الْوِتْرِ، 26؛ سُنَنُ النَّسَائِيُّ، كِتَابُ السَّهْوِ، 60.


“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “الْحَمْدُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.(PDF)