“خطبة الجمعة مسجد طوكيو ” الْمُؤْمِنُ: مُمَثِّلٌ لِلْحَقِّ، وَدَاعٍ إِلَى الْحَقِيقَةِ

khutba_eyecatch_16

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْكِرَامُ!
إِن هَذِهِ الْآيَاتِ الَّتِي نَزَلَتْ فِي مَكَّةَ الْمُكَرَّمَة، خِلَالَ الْأَيَّامِ الْأُولَى لِلْإِسْلَامِ، تَدْعُو رَسُولَنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِاسْتِجْمَاعِ قُوَاهُ وَللنُّهُوضِ، وَلِتَحَمُّلِ الْمَسْؤُولِيَّةِ وَالْأَمَانَةِ، وَلِلْقِيَامِ بِتَبْلِيغِ دِينِ التَّوْحِيدِ لِلنَّاسِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ هذه الْمُهِمَّةِ الْمُقَدَّسَةِ الَّتِي حَمَلَهَا رَسُولُنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَرَفٍ، وَتَرَكَهَا مِيرَاثاً لِأُمَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ، هُي التَّبْلِيغُ والدعوةٌ إلى الله.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ!
إِنَّ الْحَقَّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يُرِيدُ لَنَا أَنْ نَعْمَلَ عَلَى اسْتِمْرَارِيَّةِ مُهِمَّةِ الدَّعْوَةِ ،وَالتَّبْلِيغِ بِحِسٍّ وَوَعْيٍ لَا يَحُدُّهُ زَمَانٌ أَوْ مَكَانٌ وَذَلِكَ اِسْتِنَاداً إِلَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ، وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ”[i] لِذَا فَإِنَّهُ يَتَوَجَّبُ عَلَيْنَا أَنْ نَقُومَ بِدَعْوَةِ النَّاسِ إِلَى الصَّوَابِ وَالْاِسْتِقَامَةِ دُونَ كَلَلٍ أَوْ مَلَلٍ.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!
يَقَعُ عَلَى عاتق كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا مُهِمَّةُ التَّطْبِيقِ كَمَا عليه التَّبْلِيغُ وَالدَّعْوَةُ. ولَا شَكَّ أَنَّ علينا تَطْبِيقَ الْقِيَمِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يَحُثُّنا عَلَيْهَا، وَيرِعَى حُدُودها الْإِسْلَامِ، وعلينا الالتزامُ بما نْدعُوا إليه الناسَ، يَقُولُ سُبْحَانَهُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ”[ii]

إِخْوَانِي الْأَعِزَّاءُ!
إِنَّ الدعوةَ الى اللهِ هي غايةُ ساميةُ وشرفٌ نبيلُ لصَاحِبِها، لذا فَلْنَسْعَى وَنَجْتَهِدْ عَلَى أَنْ نُبَيِّنَ الْحَقَائِقَ الثَّابِتَةَ الرَّاسِخَةَ لِلدِّينِ الْإِسْلَامِيِّ الْمُبِينِ، وَأَنْ نَحْيَاهَا بِحَقِّهَا. وَلْنَجْعَلْ مِنْ مَنْهَجِ رَسُولِنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّبْلِيغِ، مِثَالاً وهدياً لَنَا وَهُوَ الَّذِي قَالَ، “يَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا ، وَلاَ تُنَفِّرُوا”[iii] وَلْنَتَعَامَلْ بِوَعْيٍ عِنْدَ الدَّعْوَةِ وَالْإِرْشَادِ أَثْنَاءَ سَعْيِنَا لِإِقَامَةِ الْخَيْرِ بِنِيَّةٍ حَسَنَةٍ، وَذَلِكَ مِنْ أَجْلِ أَنْ لَا نَهْدِمَ دُونَ أَنْ نُدْرِكَ وَنَعْلَمَ. يَقُولُ الحقُ سبحانهُ وتعالى، “وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ”[iv]

[i] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ، الْآيَةُ: 104.
[ii] سُورَةُ الصَّفِّ، الْآيَاتُ:2-3.
[iii] صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ، كِتَابُ الْعِلْمِ، 11.
[iv] سُورَةُ فُصِّلَتْ، الْآيَةُ: 33.


“خطبة الجمعة مسجد طوكيو ” الْمُؤْمِنُ: مُمَثِّلٌ لِلْحَقِّ، وَدَاعٍ إِلَى الْحَقِيقَةِ.(PDF)