“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “رَسُولُنَا وَمُجْتَمَعُ الْوَفَاءِ

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!
إن الْوَفَاءُ هُوَ قِيمَةٌ وَقَدْرٌ بِالنِّسْبَةِ لِلْفَرْدِ، وَهُوَ اِسْتِقْرَارٌ وَسَعَادَةٌ بِالنِّسْبَةِ لِلْمُجْتَمَعِ. وَكَمَا هُوَ عَلَيْهِ الْحَالُ فِي كَافَّةِ الْأُمُورِ، فَقَدْ قَدَّمَ الرَّسُولُ الْأَكْرَمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْإِنْسَانِيَّةِ أَرْوَعَ الْأَمْثِلَةِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِأَمْرِ الْوَفَاءِ.

إِنَّنَا قَدْ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ وَالسُّنَّةَ النَّبَوِيَّةَ الَّذَيْنِ هُمَا دَلِيلٌ لِهَذِهِ الْحَيَاةِ، مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ تَعَلَّمْنَا مِنْهُ كَذَلِكَ الْوَفَاءَ وَالصَّلَاحَ وَالصُّحْبَةَ وَالْمَحَبَّةَ. كَمَا أَنَّهُ هُوَ مَنْ عَرَّفَ الْبَشَرِيَّةَ جَمْعَاءَ بِعَدَالَتِهِ الْمَلِيئَةِ بِالرَّحْمَةِ وَبِأَخْلَاقِهِ الْمَلِيئَةِ بِالْحِكْمَةِ. وَهُوَ مَنْ دلنا عن الطريق إلى الْجَنَّةَ. وَمِنْ خِلَالِهِ قَدْ تَوَحَّدَتْ قُلُوبُنَا. وَبِهِ قَدْ وَجَدَ عَالَمُنَا مَعْنَاهُ، وأدركنا الغاية من الحياة.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ الْحَلَّ الْوَحِيدَ فِي عَالَمِنَا الْحَاضِرِ الَّذِي تَهَاوَتْ فِيهِ قِيَمُنَا وَسَادَ فِيهِ اِنْعِدَامُ الْوَفَاءِ، هُوَ تعليم الناسِ كافةَ وَصَايَا الرَّسُولِ الْأَكْرَمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. لِذَا، فَتَعَالَوْا بِنَا نَجْتَهِدُ فِي التَّعَرُّفِ عَلَى رَسُولِنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قُرْبٍ. وَلْنَتَمَسَّكْ بنهج الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ الَّذِي هُوَ الْإِرْثُ الْأَعْظَمُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِسُنَّتِهِ الَّتِي تُنِيرُ دُرُوبَنَا. وَلْنُطَهِّرْ أَنْفُسَنَا عَبْرَ أَخْلَاقِهِ السَّامِيَةِ. وحِينَ إذنٍ سَوْفَ يُصْبِحُ عَصْرُنَا هُوَ عَصْرُ السَّعَادَةِ مِنْ جَدِيدٍ. وَسَوْفَ تَمْتَلِئُ دُنْيَانَا بِالْاِسْتِقْرَارِ، وَسَتَكُونُ آخِرَتُنَا هِيَ الْجَنَّةُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى.

قال صلى الله عليه وسلم “تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ “[1]

[1] – موطئ الامام مالك _ كتاب القدر _ رقم الحديث 1628


“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “رَسُولُنَا وَمُجْتَمَعُ الْوَفَاءِ.(PDF)