“خطبة الجمـعة مسجد طوكيو “اَلتَّمَسُّكُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!
إنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ. وأَنْزَلَ الكتُب، وَارسل الرُسل مبشرين ومنذرين، لِهِدَايَةِ النَّاسِ إِلَى صِرَاطِ مُسْتَقِيمِ، وختم الرسالات بخَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ مُحَمَّدِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَلَّذِي بُعِثَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ خيرُ أسوةُ وقُدْوَةٍ لَنَا في كآفة مناحي الحــياة. وَان الْإِيمَان بِهِ وَاتِّبَاعهِ هُوَ مَطْلَبٌ مِنْ مُتَطَلَّبَاتِ الْإِيمَانِ. وَإِنَّ تَطْبِيقَ سُنَّةِ فِي حَيَاتِنَا هُوَ عَلَامَةٌ عَلَى حُبِّنَا لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا. وَسِيلَةٌ لِكَسْبِ رِضَاه سبحانه وَمَغْفِرَته. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ: “قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.”[1]

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ الْمَصْدَرَ الثَّانِيَ للْإِسْلَامِ بَعْدَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ هُوَ السُّنَّةُ النَّبَوِيَّةُ الشَّرِيفَةُ. وَالسُّنَّةُ النَّبَوِيَّةُ هِيَ حَيَاةُ نَبِيِّنَا الفعلية والقولية والتقريرية، وقد بين رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَقَائِقَ الَّتِي نَزَلَتْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ بِأَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ. فَالْقُرْآنُ الْكَرِيمُ أَمَرَنَا بِالْإِيمَانِ، أَمَّا السُّنَةُ فَقَدْ بَيَّنَتْ لَنَا طُرُقَ الْكَمَالِ فِي الْإِيمَانِ. وَالْقُرْآنُ الْكَرِيمُ أَمَرَنَا بِالْعِبَادَاتِ كَالصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَالزَّكَاةِ أَمَّا السُّنَةُ فَقَدْ عَلَّمَتْنَا كَيْفَ نُؤَدِّي هَذِهِ الْعِبَادَاتِ. وَالْقُرْآنُ أَمَرَنَا بِحُسْنِ الْخُلُقِ أَمَّا السُّنَةُ فَقَدْ قَدَّمَتْ لَنَا نَمُوذَجًا أَخْلَاقِيًّا ذا قِيمَةٍ فريدة تسْتَحِقُّ الِاتِّبَاعَ.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!
إِنَّنَا اَلْيَوْمَ وَأَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى في حَاجَةٌ مَاسَّةٌ إِلَى هُدَى الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ. لِذَلِكَ فَلْنَتَمَسَّكَ بِدَلِيلِنَا الْقُرْآنِ، وَلْنَتَّخِذَ سُّنَةَ نَبِيِّنَا الْحَبِيبِ صلى الله عليه وسلم نبراساً لَنَا في الحياة. وَدَعُونَا نَتَجَنَّبُ تَفْضِيلَ أَيِّ مَفْهُومٍ عَلَى الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ. وَلْنُدِرْكُ جَيِّدًا أَنَّ خَلَاصَنَا هو فِي اتباع الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ. وَلْنَسْعَى جَاهِدِينَ لِإِعَادَةِ بِنَاءِ الْحَضَارَةِ بِأَخْذِ الْإِلْهَامِ منهما. قال سبحانه وتعالى ” وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”[2]

[1] سُورَةُ اٰلِ عِمْرٰنَ، 3/31.
[2] سُورَةُ اٰلِانفال، 46.


“خطبة الجمـعة مسجد طوكيو “اَلتَّمَسُّكُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ.(PDF)