“خطبة الجمعة مسجد طوكيو ” الْجَنَّةُ: هِيَ النِّعْمَةُ الْأَبَدِيَّةُ الَّتِي تَنْتَظِرُ الْمُؤْمِنِينَ

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!
إِنَّ الْجَنَّةَ الَّتِي زُيِّنَتْ بِالْآلَاءِ وَالنِّعَمِ الَّتِي لَا نَظِيرَ وَلَا شَبِيهَ لَهَا، هِيَ دَارُ الْخُلْدِ الَّتِي يَدُومُ فِيهَا السَّلَامُ وَالْاِسْتِقْرَارُ. وَهِيَ مُكَافَأَةٌ لِلْعِبَادِ مِمَّنْ يَحْيَوْنَ وَهُمْ مُرَاعُونَ لِرِضَا اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمِمَّنْ يُؤَدُّونَ عِبَادَاتِهِمْ بِإِخْلَاصٍ وَلَا يُفَرِّطُونَ فِي جَمِيلِ الْأَخْلَاقِ. وَهِيَ كَذَلِكَ دَارُ الْفَرَحِ وَالسَّعَادَةِ الَّتِي سَنَجْتَمِعُ فِيهَا بِرَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ وَبِمَنْ نُحِبُّ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَتَجَنَّبُونَ تَجَاوُزَ حُدُودِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، يُعْطَى لَهُمْ كِتَابُ أَعْمَالِهِمْ بِأَيْمَانِهِمْ وَيُنَادَى عَلَيْهِمْ اُدْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ”[i]. إنّ من دخل الجنة لم يخرج منها، بل يخلد فيها أبد الآبادين، وَإِنَّ الحَالَ في الْجَنَّةِ يزِيلُ عَنْهُمْ كُلَّ أَشْكَالِ الْأَلَمِ وَالْهَمِّ وَالْمَرَضِ وَالْمِحَنِ قال تَعَالَى “وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا  وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا  وَقَالَ لَهُمْ  خَزَنَتُهَا  سَلَامٌ  عَلَيْكُمْ  طبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ”[ii].
وأخبر صلى الله عليه وسلم أنه: ينادي منادٍ لأهل الجنة: ((إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن  تنعموا فلا تبأسوا أبدا.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!
لِذَا تَعَالَوا بِنَا نَسْتَمِرَّ فِي إِظْهَارِ الصَّبْرِ وَالثَّبَاتِ َفِي فِعْلِ الْخَيْرِ وَالْحَسَنَاتِ مِنْ أَجْلِ الْوُصُولِ لِلْجَنَّةِ وَبُلُوغِهَا حَتَّى وَإِنْ اِتَّسَمَتْ طُرُقُهَا بِالصُّعُوبَةِ. أفلا تستحقُ الجنةَ أن يشمر المرء لأجلها في دعوة أو أمرٍ بمعروفٍ ونهيٍ عن مُنكر أو طلبٍ لعلمٍ أو صدقةٍ أو إنفاقِ على الأيتام والمحتاجين، وَلْنَعْمَلْ بِإِيمَانٍ وَأَمَلٍ مِنْ أَجْلِ أَنْ نَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَقَدْ رَضِيَ عَنَّا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ قال تعالى وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون

[i] سُورَةُ الْحِجْرِ، الْآيَةُ: 46.
[ii] سُورَةُ الزُّمَر، الْآيَةُ: 73.


“خطبة الجمعة مسجد طوكيو ” الْجَنَّةُ: هِيَ النِّعْمَةُ الْأَبَدِيَّةُ الَّتِي تَنْتَظِرُ الْمُؤْمِنِينَ.(PDF)