“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “مِنْ جَمَال الطَّاعَةِ، تَرْكُ الْأَعْمَالِ الَّتِي لَا فَائِدَةَ مِنْهَا

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!
إِنَّ دِينَنَا الْإِسْلَامِيَّ الْجَمِيلَ يَأْمُرُنَا بِأَنْ نَنْشَغِلَ فِي كُلِّ مَرَاحِلِ حَيَاتِنَا بِالْأَعْمَالِ الْمُفِيدَةِ وَالطَّيِّبَةِ وَالْهَادِفَةِ.
وإِنَّ الْقِيَمَ الَّتِي نَمْتَلِكُهَا وَالنِّعَمَ الَّتِي وَهَبَهَا لَنَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ هِيَ أَثْمَنُ مِنْ أَنْ تُسْتَهْلَكَ وَتُسْتَنْفَدَ فِي غَيْرِ مَكَانِهَا وَدُونَ غَايَةٍ. وَإِنَّ كُلَّ مُسْلِمٍ يَحْمِلُ هَذَا الشُّعُورَ يَنْأَى بِنَفْسِهِ وَيَبْتَعِدُ عَنْ الْأَعْمَالِ الْفَارِغَةِ الَّتِي لَا تَعُودُ بِالنَّفْعِ وَالْفَائِدَةِ لَا عَلَى نَفْسِهِ وَلَا عَلَى مُحِيطِهِ كَذَلِكَ. كَمَا أَنَّهُ يَسْتَخْدِمُ عَقْلَهُ وَقَلْبَهُ فِي طَرِيقِ الْخَيْرِ وَفِي الْأَعْمَالِ الَّتِي تُرْضِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!
إِنَّهُ وِفْقاً لِلْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، فَإِنَّ أَحَدَ أَبْرَزِ الْأَوْصَافِ الْخَاصَّةِ بِالْمُؤْمِنِينَ مِمَّنْ يَبْلُغُونَ النَّجَاةَ، تتَمَثَّلُ فِي النَّأْيِ بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ الْأَعْمَالِ الَّتِي لَا تَعْنِيهِمْ.[i]
لِذَا، فَلْنَجْتَهِدْ مِنْ أَجْـلِ أَنْ نَكُونَ مُؤْمِـنِيـنَ كَامِلِينَ بِأَقْـوَالِنَا وَأَفْكَارِنَا وَضَمَائِرِنَا وَأَخْلَاقِنَا. وَلَا يَجِبُ أَنْ نَنْسـَى كَذَلِكَ بِأَنَّ إِيمَانَنَا سَيَزْدَادُ جَمَالاً وَترتفع طَاعَتَنَا قِيمَةً وَقَدْراً عِنـْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِقَدْرِ اِبْتِعَادِنَا عَنْ الْأَعْمَالِ الَّتِي لَا فَـائِدَةَ مِنْهَا. قال عليه الصلاة والسـلام ﷺ: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل فيه؟ وعن مـاله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه. صدق رسول الله .

[i] سُورَةُ الْمُؤْمِنُونَ، الْآيَةُ: 3.


“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “مِنْ جَمَال الطَّاعَةِ، تَرْكُ الْأَعْمَالِ الَّتِي لَا فَائِدَةَ مِنْهَا.(PDF)