“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “الْإِعَاقَةُ: هِيَ اِبْتِلَاءٌ يُوصِلُ إِلَى الْجَنَّةِ

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الكرام!
إِنَّ مَا يُعْطِي الْإِنْسَانَ وَيُكْسِبُهُ قَدْراً عِنْدَ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَتْ هِيَ شُهْرَتَهُ أَوْ جَمَالَهُ أَوْ صِحَّتَهُ أَوْ غِنَاهُ. بَلْ إِنَّ الْإِنْسَانَ فِي الْأَصْلِ هُوَ مُكَرَّمٌ وَذُو قَدْرٍ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِصِفَتِهِ أَشْرَفُ الْمَخْلُوقَاتِ، وَبِالتَّالِي، فَإِنَّ حَالَةَ الْمَرَضِ وَالْإِعَاقَةِ الَّتِي تَكُونُ مُنْذُ الْوِلَادَةِ أَوْ الَّتِي تَظْهَرُ فِيمَا بَعْدُ، هِيَ حَقِيقَةٌ لِهَذِهِ الْحَيَاةِ وَلَا تُعْتَبَرُ نَقْصاً لِلْإِنْسَانِ. هي بِمَثَابَةِ وَسِيلَةِ اِخْتِبَارٍ وَاِبْتِلَاءٍ مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تَكُونَ نِهَايَتُهَا الْجَنَّةُ إِذَا مَا جُمِلَتْ بِالصَّبْرِ وَالثَّبَاتِ وَالْهِمَّةِ.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!
لَا شَكَّ أَنَّ الْمُحَافَظَةَ عَلَى صِحَّتِنَا وَاللُّجُوءَ إِلَى الطُّرُقِ الْعِلَاجِيَّةِ إِذَا لَزِمَ الْأَمْرُ، هُوَ مَا أَمَرَ بِهِ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ سُنَّةُ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَإِنَّ هَذَا الْوَبَاءَ الْمُعْدِيَ الَّذِي نَتَعَرَّضُ لَهُ فِي يَوْمِنَا هَذَا، لَيُذَكِّرُنَا مَرَّةً أُخْرَى بِهَذِهِ الْمَسْؤُولِيَّةِ. فَلَا رَيْبَ أَنَّنَا جَمِيعاً مُكَلَّفُونَ بِالْاِمْتِثَالِ حَقّاً لِلتَّدَابِيرِ وَبِحِمَايَةِ أَنْفُسِنَا وَالأخرين مِنْ هَذَا الْوَبَاءِ.

   إِخْوَانِي الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ كُلَّ مِحْنَةٍ نَمُرُّ بِهَا، هِيَ بِمَثَابَةِ وَسِيلَةٍ لِنَيْلِ رِضَا رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ. وَلَا يَجِبُ أَنْ نَنْسَى أَنَّ اللَّه لَا يُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا. وَلَا شَكَّ أَنَّ مُسَانَدَةَ إِخْوَانِنَا الْمَرْضَى وَأُسَرِهِمْ مِنْ خِلَالِ دُعَائِنَا، وَإِشْعَارَهُمْ أَنَّهُمْ لَيْسُوا وَحْدَهُمْ وَلَيْسُوا عَاجِزِينَ، هِيَ وَظِيفَتُنَا جَمِيعاً. إن غَرْسَ الْأَمَلِ لَدَى إِخْوَانِنَا مِنْ ذَوِي الْإِعَاقَةِ يُحي فِي قُلُوبِنَا الإنسانية لأنها مُهِمَّتُنَا جَمِيعًا. علينا أن نَكُونَ عَيْناً لِمَنْ لَا يُمْكِنُهُ الرُّؤْيَةَ وَلِسَانَاً لِمَنْ لَا يُمْكِنُهُ النُّطْقَ وَأُذُناً لِمَنْ لَا يُمْكِنُهُ السَّمْعَ وَقَدَماً لِمَنْ لَا يَسْتَطِيعُ الْمَشْيَ وَيَداً لِمَنْ لَا يَسْتَطِيعُ الْإِمْسَاكَ، كي نكون مجتمعً واحد متعاون على الخير” سُال النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إلى الله ؟ فقال: أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس”.


“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “الْإِعَاقَةُ: هِيَ اِبْتِلَاءٌ يُوصِلُ إِلَى الْجَنَّةِ.(PDF)