“خطبة الجمعة مسجد طوكيو ” مِعْرَاجُ الْمُؤْمِنِ اَلصَّلَاةُ

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!
لَقَدْ قَبِلَ اَللَّهُ تَعَالَى سَيِّدُنَا محمدِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَضَرَتهِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ ثُمَّ بَعَثَهُ مَرَّةً أُخْرَى إِلَى أُمَّتِهِ بِثَلَاثِ عَطَايَا عَظِيمَةٍ[1]. فَقَدْ أُعْطِيَ أَنَّهُ سَيَدْخُلُ اَلْجَنَّةَ مِنْ أُمَّته مَنْ لَا يُشْرِكُ بِاَللَّهِ شَيْئًا. وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ قوله تعالى”’ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ…ربه‘” الاية . وَهذه الآية تُعَلِّمُنَا الْإِيمَانَ وَالْعُبُودِيَّةَ وَالتَّضَرُّعَ إِلَى اَللَّه عز وجلِ. وَالْبِشَارَةُ الثالثة أَنَّهُ أُعْطِيَ اَلصَّلَوَاتِ الْخَمْس اَلَّتِي هِيَ مِعْرَاجُ الْمُؤْمِنِ وَصِلَتَهُ بربه.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ الصَّلَاةَ هِيَ دِرْعٌ رُوحِيٌّ يَحْمِي الْمُؤْمِن. وَالصَّلَاةُ اَلَّتِي تُصَلَّى بِخُشُوعٍ تَحْفَظُ الْمُؤمِنَ مِنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ “وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ.”[2] وَالصَّلَاةُ هِيَ وَسِيلَةٌ لِلْعَفْوِ وَالْمَغْفِرَةِ. لقوله صلى الله عليه وسلم ” الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى اَلْجُمْعَةِ مُكَفِّرَاتِ لمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اُجْتُنِبَ الْكَبَائِرَ[3]

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ!
إِنَّ عِزَّ اَلْمُؤِمنِ يَكُونُ بِصِلَاتِهِ. فَالْمُؤْمِنُ يَجِدُ فيها اَلطُّمَأْنِينَةَ، وَيُقَوِّي بها صِلَتَهُ برَبِّهِ، وَبها تَتَطَهَّرُ أَنْفُسُنَا، وَتُعَانِقُ أَرْوَاحُنَا الْكَمَالَ. وَبها تَتَبَارَكُ حَيَاتٌنَا. قال صلى الله عليه وسلم “ومِفْتَاحَ الْجَنَّةِ الصَّلَاةِ”.[4] وأحب الأعمال إلى الله الصلاةُ على وقتها، فاتقوا الله -رحمكم الله-، وحافظوا عليها “وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ” .[5]

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!
تَعَالَوْا لِنَجْعَلَ من اَلصَّلَوَاتِ التي هي هَدِيَّةَ الْمِعْرَاجِ وَسِيلَةً لِكَسْبِ رِضَا اَللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. وَلنُقِمْ صَلَاتُنَا ولنَبْتَعِدَ عَنِ السَهَوِ عَنْهَا. ولنؤديها بِصِدْقٍ وَإِخْلَاصٍ. كي تكون دِرْعًا يَحْمِينَا مِنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ. ولنعود أَفْرَادَ أُسْرَنَا وَأَطْفَالِنَا على المحافظةِ عليها ففِيهَا الرَّاحَةُ وَالطُّمَأْنِينَةُ والسعادة. وَأَخْتِمُ خُطْبَتِي بقــوله تعالى : “وَأْمُرْ اَهْلَكَ بِالصَّلٰوةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَاۜ لَا نَسْـَٔلُكَ رِزْقاًۜ نَحْنُ نَرْزُقُكَۜ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوٰى.[6]

[1] صَحِيح مُسْلِمٍ، كِتَابُ اَلْإِيمَانِ، 279.
[2] سُورَةُ الْعَنْكَبُوتِ، 29/45.
[3] صَحِيح مُسْلِمٍ، كِتَابُ اَلطَّهَارَةِ، 14.
[4] جَامِع اَلتِّرْمِذِي، كِتَابُ اَلطَّهَارَةِ، 1.
[5] سورة البقرة، 45-46.
[6] سُورَةُ طٰهٰ، 20/132.


“خطبة الجمعة مسجد طوكيو ” مِعْرَاجُ الْمُؤْمِنِ اَلصَّلَاةُ .(PDF)