「خطبة الجمعة مسجد طوكيو 「الْأَعْماَلُ الصَّالِحَةُ الَّتِي نَنَالُ بِهَا رِضَى اللهِ تَعاَلَى

Friday Khutba

ايُّها الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!

سَأَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ الصَّحاَبَةَ ذَاتَ يَومٍ فَقاَلَ مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صاَئِماً ؟ قال أبُو بَكْرٍ أناَ. قال فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَناَزَةً ؟ قال أبو بكرٍ أنا. قال فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِيناً ؟ قال أبو بَكْرٍ أنا.قال فَمَنْ عاَدَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضاً ؟ قال أبُو بَكْرٍ أنا. فَقاَلَ رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: ماَ اجْتَمَعَتْ هَذِهِ الْخِصاَلُ قَطُّ فِي رَجُلٍ إلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ ” 1

إخْواَني!

الْخَطْوَةُ الْأُولَى لِلدُّخُولِ إلى الْجَنَّةِ هي الْإِيمانُ. ولا شَكَّانه سَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ كُلُّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ تعالى وَوَحْداَنِيَّتِهِ. وَسَيَصِلُ كُلُّ مَنْ آمَنَ مِنْ أعْماقِ قَلْبِهِ بِأُسُسِ الْإِيمانِ إلى النِّعْمَةِ الْأَبَدِيَّةِ. ومُهِمَّتُناَ هِي الصِّدْقُ فِي إيماَنِناَ والْإِلْتِزاَمُ بِالْعُبُودِيَّةِ لِلهِ تعالى حَتَّى آخِرَ أَنْفاَسِناَ. كَماَ يَجِبُ عَلَيْناَ إظْهارُ إيمانِناَ فِي كَلامِناَ وتَصَرُّفاتِنَا وأَعْمالِناَ الْحَسَنَةِ.

أحبتي!

اَلْخَطْوَةُ الثَّانِيَةُ فِي الطَّرِيقِ إلى الْجَنَّةِ هِي الْعَمَلُ الصَّالِحُ. وَلاَ حُدُودَ لِلْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ والتَّصَرُّفَاتِ الْجَمِيلَةِ الَّتِي نَتَمَنَّى مِنْ خِلالِها نَيْلَ رِضَى اللهِ تعالى. كُلُّ كَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ نَلْفِظُها ونَتَكَلَّمُ بِها مِنْ خِلالِ إيمَانِنَا بِالْعُبُودِيَّةِ للهِ تعالى ، وَكُلُّ تَصَرُّفٍ يَلِيقُ بِشَرَفِ الْإِنْسَانِيَّةِ ، وكُلُّ نِيَّةٍ نَبْتَغِى بِهَا وَجْهَ اللهِ تعالى ، فَهِي مِنْ جُمْلَةِ الْأعْمَالِ الصَّالِحَةِ. اَلْأَهَمُّ فِي ذَلِكَ أَنْ لا نَحِيدَ عَنِ الصِّدْقِ وَأنْ لا نُجعلَ  رِضَى اللهِ سُبْحانَهُ وتَعَالى وَرَاءَ أَغْراضٍ شَتَّى.

أيُّهَا المُؤمِنُونَ الأعزاء!

الطَّرِيقُ الآمِنُ والأفْضَلُ الَّذِي يُوصِلُ الْإِيمانَ إلى الذُّرْوَةِ  ويُوصِلُ المُؤْمِنَ إلى الْجَنَّةِ هُو الْأَخْلاقُ الْجَمِيلَةُ. يَتَمَيَّزُ المؤمِنُ بِتَصَرُّفاتِهِ ذاتِ الشَّفْقَةِ والأخلاقِ الجَمِيلَةِ تُجاهَ أُمِّهِ وأبِيهِ وزَوْجِهِ وأولادِهِ وجِيرَانِهِ وأَقارِبِهِ بل وكُلِّ مَخْلوقٍ حيٍّ. لا يُؤْذِي المؤمنُ أيَّ أحَدٍ كان بِيَدِهِ أو بِلِسانِهِ. ويَمْنَحُ الثِّقَةَ لِمَنْ يُحِيطُ بِهِ. ويَكُونُ مُسْتَقِيماً كما أمَرَنَا رَبُّنَا تعالى ولا يَتَخَلَّى عَنْ هَذِهِ الإسْتِقَامَةِ. ولا يَكْذِبُ أبَدًا وإنْ أيْقَنَ أنَّ الضَّرَرَ سيُصِيبُهُ. ويَفِي بِالْوَعْدِ والْعَهْدِ ولا يُسْرِفُ عُمْرَهُ بِالْأعْمالِ الْفَانِيَةِ والَّتِي لا فائِدةَ لَها. السَّالِكُ إلى طَرِيقِ الْجَنَّةِ يَبْتَغِى وَجْهَ اللهِ فِى شَأْنِهِ كُلِّهِ وَفِى كُلِّ لَحْظَةٍ طِوَالَ حَيَاتِهِ. قال اللّه تعالى: وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا .

1مسلم، فضائل الصحابة


「خطبة الجمعة مسجد طوكيو 「الْأَعْماَلُ الصَّالِحَةُ الَّتِي نَنَالُ بِهَا رِضَى اللهِ تَعاَلَى