خطبة الجمعة مسجد طوكيو – الْعَيْشُ وِفْقَ مَسْئُولِيَّةِ الْحَيَاةِ

أيُّهَا اَلْمُسْلِمُونَ الْأفَاضِلُ!
قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي كِتاَبِهِ اَلْكَرِيمِ: “أيَحْسَبُ اَلْإنْسَانُ أنْ يُتْرَكَ سُدَىً”4. فَهَذِهِ اَلْآيَةُ اَلْكَرِيمَةُ هِيَ بِمَثَابَةِ إيقَاظٍ مِنْ اللهِ وَحِسَابٍ لَناَ عَنْ اَلْعُمْرِ وَعَنْ كُلِ شَيْءٍ أنْعَمَهُ اللهُ به عَلَيْناَ في جَمِيعِ النِّعَمِ اَلَّتِي تَتَطَلَّبُ اَلْمَسْئولِيَّةَ. لِذَلِكَ نَحْنُ مَسْئُولُونَ عَنْ كَيْفِيَّةِ قَضَاءِ عُمْرِناَ َأيْنَ قَضَيْناَهُ وكيف نَقْضِيه. وَكَماَ بَلَّغَناَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس‏:‏ الصحة، والفراغ‏”. إن اَلْوَقْتَ اَلَّذِي يُمْضِيهِ اَلْإنْساَنُ مُدْرِكاً لِمَسْئُولِيَّاتِهِ تِجَاهَ اللهِ تَعَالَى سَيَتَحَوَّلُ لِلِّرْبحِ فَيُنْقِذُ صَاحِبَهُ مِنْ اَلْخُسْرَانِ. فَمَنْ آمَنَ باللهِ وَالْتَزَمَ بِسُنَّةِ رَسُولِهِ سَيَكُونُ وَقْتُهُ مُباَرَكاً. وَسَيَكُونُ عُمْرُهُ مَعمُورًا بِالْخَيْرِ وَالإحْساَنِ وَالْفَضِيلَةِ وَالْأخْلَاقِ اَلْحَمِيدَةِ.
أعِزَّائِي اَلْمُؤْمِنِينَ!
نُوَدِّعُ عَاماً مِنْ حَياَتِنَا اَلَّتِي أرْسَلَنَا اللهُ تَعاَلىَ إلَيْهاَ، لِبِناَءِ حَياَةٍ نبتغي بها ِرِضى الله تَعاَلَى، حياةً مَشْمُولَةً بِالطُّمَأْنِينَةِ وَالرَّاحَةِ وَالْعَدْلِ.أيها الأحبة الكرام مَعَ بَدْءِ اَلْعاَمِ اَلْمِيلَادِيِّ اَلْجَدِيدِ دَعُوناَ نحاسبُ أنْفُسَناَ ونَسْألَها : هَلْ اسْتَطَعْناَ تَثْبِيتَ عَزْمِ تقوية اَلْإيماَنِ وَرِضَى اللهِ تَعاَلَى كغايةٍ في حَياَتِناَ؟ أمْ قُمْناَ بِاتِّباَعِ هَوَاناَ وَأنُفُسِناَ؟ وَهَلْ قُمْناَ بِمَنْحِ الرَّحْمَةِ وَاَلْعَدَالَةِ وَالتَّوَاضعِ اَلْمَكَانَةَ المناسبةَ فِي قَلْوبناَ؟ أمْ غَلَبَناَ مَرَضٌ الْكِبْرِياَءِ وَالرِّياَءِ وَاَلْبُخْلِ وَاَلْحَسَدِ؟ هَلْ اسْتَطَعْناَ الالتزَام َبحُقُوقِ أمَّهاَتِناَ وَآبَائِناَ وَأزْوَاجِناَ وَأطْفَالِناَ؟ مَتَى قُمْناَ بِالْعَطْفِ عَلَى يَتِيمٍ آخَرَ مَرَّةً؟ مَنْ هُوَ اَلْعَجُوزُ اَلَّذِي إِطْمَأْنَنَّا عَنْ حَالِهِ وما يحتاج؟ مَتَى آخِرُ مَرَّةٍ أنْفَقْناَ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعاَلَى لِتَلْبِيَةِ حَاجَةِ السَّائِلِ؟
الأحبــة الكرام !
دَعُوناَ نَتَّخِذَ القَرَارـ بأن نمَلْئءِ مَا تَبَقَّى مِنْ حَيَاتِناَ بِالْخَيْرِ وَالْأعْماَلِ اَلَّتِي تُرْضِي رَبَّناَ. وَلَا نَنْسَى ثِقَلَ اَلْأمَانَةِ اَلْمُلْقاَةِ عَلَى عَاتِقِناَ وَقُرْبَ يَوْمِ اَلْحِسَابِ. وَنَتَرَاجَعَ عَنْ أخْطَائِنا. وَنَزِيدَ مِنْ عِباَداتِناَ وَخَيْرِناَ وَحَسَنَاتِناَ. وعندها سَتَكُونُ حَياَتُناَ قَدْ قَضَتْ عاَمَهاَ على اَلْحَقِيقِيَّة وعندها يَنْبَغيْ اَنْ نُحَافِظَ على َاَلْأمَلَ والأعمالِ الصالحةٍ ما دامت أروُحَنْاَ في أجْسَادِناَ . فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا


خطبة الجمعة مسجد طوكيو – الْعَيْشُ وِفْقَ مَسْئُولِيَّةِ الْحَيَاةِ.(PDF)