“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “المُسْلِمُ يعيشُ وفقاً لقيمه الدّينيَّةِ والْأَخْلاقيَّةِ

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!
إِنَّ المُؤْمِنَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ الثَّناءَ بِوَصْفِ “خَيْرِ أُمَّةٍ” لَا يَرْسُمُ فِي قَلْبِهِ وَمُخَيِّلَتِهِ سِوَى القِيَمِ السّاميَةِ لِلْإِسْلَامِ. وَيَتَصَرَّفُ بِحَذَرٍ شَدِيدٍ فِي مُواجَهَةِ كُلِّ أَنْوَاعِ الأَفْكَارِ والْمُمارَساتِ والْعَادَاتِ الَّتِي لَمْ تَصْدُرْ عَنْ الوَحْيِ. وَيَبْتَعِدُ عَنْ المهلكات اَلَّتِي قَدْ تَضُرُّ بِإِيمَانِهِ. إِنَّ المُسْلِمَ اَلَّذِي يُحافِظُ عَلَى هويَّتِهِ لَا يَضِيعُ فِي دَوّامَةِ الثَّقافَات المُنْتَشِرَةِ. وَلَا يَقُومُ بِالتَّقْلِيدِ الأَعْمَى لِأَنْمَاطِ الحَياةِ الخَاصَّةِ بِالْعَوَالِمِ الأُخْرَى. وَلَا يَتَبَنَّى الرُّمُوزَ وَأَشْكَالَ التَّرْفِيهِ والْمَواقِف وَالسُّلُوكِيَّاتِ اَلَّتِي لَا مَكَانَ لَهَا فِي دِينِنَا وَتَقاليدِنا الأَصِيلَةِ.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!
قَدْ حَذَّرَنا النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الحَدِيثِ الشَّريفِ فَقَال“لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ”. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: “فَمَنْ”؟.[1]
لذا فَلنَكُنْ مُدْرِكِينَ لِمَسْؤولِيّاتِنا تُجاهَ رَبِّنا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَتُجَاهَ الإِنْسانيَّةِ وَتُجَاهَ أَجْيالِنا القَادِمَةِ. وَلنَتَمَسَّكْ بِالْقُرْآنِ الكَريمِ والسُّنَّةِ النَّبَويَّةِ الشَّريفَةِ. وَلنلتزم بالأَخْلَاقَ والْمُثُل الإِسْلاميَّةِ فِي كُلِّ جَوانِبِ حَياتِنا. وَلنَبْتَعِدَ عَنْ كُلِّ الأَقْوالِ والْأَفْعالِ والتَّصَرُّفاتِ اَلَّتِي تُشَتِّتُنا عَنْ غايَةِ مَا خُلِقْنا لِأَجْلِهِ وَتُفْسِدُ ثَقافَتَنا وَحَضَارَتَنا. وَدَعُونَا لَا نَنْسَى أَنَّ المُجْتَمَعاتِ تَقُومُ بِقيَمِها الدّينيَّةِ والْأَخْلاقيَّةِ وَتَعِيشُ بِالْوَعْيِ اَلَّذِي تُغَذِّيه هَذِهِ القيَمُ.

فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن الخير والعز كله في السير على منهج الله، والاهتداء بهداه، والتمسك بآدابنا وأخلاقنا الإسلامية. ولن يكمل إيمان العبد حتى يصدق في ولائه لله ورسوله ، قال الله تعالى ” فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ “.[2]

[1]البخاري ومسلم.
[2]الروم: 30 – 32


“خطبة الجمعة مسجد طوكيو “المُسْلِمُ يعيشُ وفقاً لقيمه الدّينيَّةِ والْأَخْلاقيَّةِ.(PDF)